تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ} (95)

الآية 95 وقوله تعالى : { أتعبدون ما تنحتون } يسفّههم بعبادتهم ما ينحتون بأيديهم ، ويتخذونها بأنفسهم على علم منهم أنها لا تملك ولا ضرا . والذي نحتها أولى بالعبادة له : أولى بالعبادة{[17830]} إن كانت تجوز العبادة لمن دونه من ذلك المنحوت ، إذ هو يملك شيئا من النفع والضرر ، والمنحوت لا . فإن لم تعبدوا الناحت لها والمتخذ ، وهو أقرب وأنفع ، فكيف تعبدون ذلك المنحوت الذي لا يملك شيئا ؟ وتركتهم عبادة الذي خلقهم ، وخلق أعمالكم ؟

ثم من أصحابنا{[17831]} من احتج على المعتزلة بهذه الآية في خلق أفعال العباد ، يقولون : أخبر عليه السلام عن خلق أنفسهم وعن خلق أعمالهم حين{[17832]} قال :


[17830]:في الأصل وم: من أن يعبد.
[17831]:من م، في الأصل: أصحاب.
[17832]:في الأصل وم: حيث.