ثم حكى الكتابُ الكريم ما قاله كل رسول لأمته :
{ قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بأهدى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ }
أتتبعون آباءكم وتقلدونهم ولو جئتكم بدينٍ هو خيرٌ من دين آبائكم بما فيه من الهداية والرشاد ! .
فقالوا مجيبين ومصرّين على كفرهم : { قالوا إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }
قرأ ابن عامر وحفص : قال أولو جئتكم . وقرأ الباقون : قل أولو جئتكم ، بفعل الأمر .
قوله تعالى : { قال } قرأ ابن عامر وحفص : { قال } على الخبر ، وقرأ الآخرون { قل } على الأمر ، { أو لو جئتكم } قرأ أبو جعفر : " جئناكم " على الجمع ، والآخرون على الواحد ، { بأهدى } بدين أصوب ، { مما وجدتم عليه آباءكم } قال الزجاج : قل لهم : أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم وإن جئتكم بأهدى منه ؟ فأبوا أن يقبلوه .
قوله تعالى : { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } .
{ قل أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } هذا رد على الذين اتبعوا آباءهم ، والمعنى : قل لهم أتتبعونهم ولو جئتكم بدين أهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، وقرئ : قال أو لو جئتكم ، والفاعل ضمير يعود على النذير المتقدم ، وأما قراءة قل بالأمر فهو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يقول ذلك لقريش وقيل : هو للنذير المتقدم أمره الله أن يقول ذلك لقومه ، والأول أظهر ، وعلى هذا تكون هذه الجملة اعتراضا بين قصة المتقدمين ، فإن قوله : { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } : حكاية عن الكفار المتقدمين ، وكذلك قوله : { فانتقمنا منهم } : يعني من المتقدمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.