في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

( ولا أنتم عابدون ما أعبد )فعبادتكم غير عبادتي ، ومعبودكم غير معبودي .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

{ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } وهو اللهُ وحدَه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان المشركون من قومه -فيما ذُكر- عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة ، فأنزل الله مُعَرّفه جوابهم في ذلك : قُلْ يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا إلهك سنة "يا أيّها الكافِرُونَ" بالله "لا أعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ" من الآلهة والأوثان الآن ، "وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ ما أعْبُدُ" الآن ، "وَلا أنا عابِدٌ" فيما أستقبل "ما عَبَدْتُمْ" فيما مضى ، "وَلا أنْتُمْ عابِدُونَ" فيما تستقبلون أبدا "ما أعْبُدُ" أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُؤَيّسَهم من الذي طمعوا فيه ، وحدّثوا به أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم ، في وقت من الأوقات ، وآيسَ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا ، إلى أن قُتِل بعضُهم يوم بدر بالسيف ، وهلك بعض قبل ذلك كافرا ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ ولا أنتم عابدون } أي عبادة معتداً بها ، بحيث يكون أهلاً لأن تكون وصفاً ثابتاً . ولما كانوا لا نزاع لهم في أن معبوده عالم ، وكانت " ما " صالحة للإطلاق عليه سبحانه وتعالى ، عبر فيه أيضاً بها ؛ لأن ذلك - مع أنه لا ضرر فيه - أقرب إلى الإنصاف ، فهو أدعى إلى عدم المراء أو الخلاف - فقال : { ما أعبد } أي الآن وما بعده ؛ لأن معبودي - وله العلم التام والقدرة الشاملة - أبعدكم عنه ، فلا مطمع في الوفاق بيننا .

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ونفي عبادته آلهتهم في المستقبل يفيد نفي أن يعبدها في الحال بدلالة فحوى الخطاب ، ولأنهم ما عرضوا عليه إلا أن يعبد آلهتهم بعد سنة مستقبلة .

ولذلك جاء في جانب نفي عبادتهم لله بنفي اسم الفاعل الذي هو حقيقة في الحال بقوله : { ولا أنتم عابدون } ، أي ما أنتم بمغيِّرين إشراككم الآن لأنهم عرضوا عليه أن يبتدِئوا هُم فيعبدوا الرب الذي يعبده النبي صلى الله عليه وسلم سنة . وبهذا تعلم وجه المخالفة بين نظم الجملتين في أسلوب الاستعمال البليغ .

وهذا إخباره إياهم بأنه يعلم أنهم غير فاعلين ذلك من الآن بإنباء الله تعالى نبيئه صلى الله عليه وسلم بذلك فكان قوله هذا من دلائل نبوءته نظير قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } [ البقرة : 24 ] فإن أولئك النفر الأربعة لم يُسلم منهم أحد فماتوا على شركهم .

ومَا صدقُ { ما أعبد } هو الله تعالى وعبر ب { ما } الموصولة لأنها موضوعة للعاقل وغيره من المختار وإنما تختص ( مَن ) بالعاقل ، فلا مانع من إطلاق ( ما ) على العاقل إذا كان اللبس مأموناً . وقال السهيلي في « الروض الأنف » : إن ( ما ) الموصولة يؤتى بها لقصد الإِبهام لتفيد المبالغة في التفخيم كقول العرب : سبحان ما سَبَّح الرعد بحمده ، وقوله تعالى : { والسماء وما بناها } كما تقدم في سورة الشمس ( 5 ) .

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

لأن الذين عاشوا الوثنية في عقولهم ومشاعرهم وحياتهم ، كيف يقتنعون بعبادة الله الواحد ، في الوقت الذي كانوا فيه يتحركون ضد الرسول الذي جاء بالتوحيد في العقيدة وفي العبادة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } في الحال ما أعبده .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } هذا إخبار أن هؤلاء الكفار لا يعبدون الله ، كما قيل لنوح : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } ، إلا أن هذا في حق قوم مخصوصين ماتوا على الكفر ، وقد روي : أن هؤلاء الجماعة المذكورين هم أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف وأبى بن خلف وابن الحجاج ، وكلهم ماتوا كفارا ، فإن قيل : لم قال : { ما أعبد } بما دون من التي هي موضوعة لمن يعقل ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه :

أحدها : أن ذلك لمناسبة قوله : { لا أعبد ما تعبدون } فإن هذا واقع على الأصنام التي لا تعقل ثم جعل { ما أعبد } على طريقته لتناسب اللفظ .

الثاني : أنه أراد الصفة ، كأنه قال : لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق ، قاله الزمخشري .

الثالث : أن ما مصدرية ، والتقدير لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي ، وهذا ضعيف ، فإن قيل : لم كرر هذا المعنى واللفظ فقال : بعد ذلك { ولا أنتم عابدون ما أعبد } مرة أخرى ؟ فالجواب من وجهين :

أحدهما : قول الزمخشري ، وهو أن الأول في المستقبل .

الثاني : فيما مضى .

والآخر : قاله ابن عطية : وهو أن الأول في الحال والثاني في الاستقبال ، فهو حتم عليهم أن لا يؤمنوا أبدا .