{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } أي ولا أنتم فاعلون في المستقبل ما أطلب منكم من عبادة إلهي .
قال الحافظ ابن القيم في البدائع : اشتمال هذه على النفي المحض خاصة هذه السورة العظيمة ، فإنها سورة براءة من الشرك كما جاء في وصفها ، فمقصودها الأعظم هو البراءة المطلقة بين الموحدين والمشركين ، ولهذا أتى بالنفي في الجانبين تحقيقا للبراءة المطلوبة ، هذا مع أنها متضمنة للإثبات صريحا .
فقوله { لا أعبد ما تعبدون } براءة محضة { ولا أنتم عابدون ما أعبد } إثبات أن له معبودا يعبده ، وأنهم بريئون من عبادته ، فتضمنت النفي والإثبات ، فطابقت قول إمام الحنفاء :{ إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني } ، وطابقت قول الفئة الموحدين :{ وإذا اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله } .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها و( بقل هو الله أحد ) في سنة الفجر وسنة المغرب ، فإن هاتين السورتين سورتا الإخلاص ، وقد اشتملتا على نوعي التوحيد الذي لا نجاة للعبد ولا فلاح إلا بهما ، وهما توحيد العمل والاعتقاد المتضمن تنزيه الله عما لا يليق به من الشرك والكفر والولد والوالد ، وأنه إله واحد صمد لم يلد ولم يولد ؟
والثاني توحيد القصد والإرادة ، وهو أن لا يعبد إلا إياه ، فلا يشرك به في عبادته سواه ؛ بل يكون وحده المعبود ، وهذه السورة مشتملة على هذا التوحيد . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.