الآيات 2 5 : وقوله تعالى : { لا أعبد ما تعبدون } أنتم الآن { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { ولا أنا عابد ما عبدتم } في ما بعد اليوم { ولا أنتم عابدون ما أعبد }{[24105]} .
وقال بعضهم : الأول في ما مضى من الوقت ، والثاني : إخبار عن الحال ، والآخر في ما بقي من الوقت ، ولكن لا يجيء أن يكون هكذا ، بل يجيء به أن يكون قوله : { لا أعبد ما تعبدون } في حادث الوقت ، لأن حرف : { لا } إنما يستعمل في حادث الأوقات ، يقول الرجل : لا أفعل كذا ، يريد به حادث الوقت ، وقوله : { ولا أنتم عابدون ما أعبد } كذلك أيضا في حادث الأوقات ، أو إخبار عن الحال .
وقوله تعالى : { ولا أنا عابد ما عبدتم } إنما هو إخبار عن الماضي من الأوقات ، كأنه يقول : لم أكن أنا عابدا { ما عبدتم }{[24106]} قط في وقت من الأوقات . وهذا يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن عبد غير الله قط .
وفي هذه السورة وجهان من الدلالة :
أحدهما : ما ذكرنا من إثبات الرسالة .
والثاني : إخبار عن الإياس لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يرجع إلى دينهم أبدا ، وقطع رجائهم وطمعهم في ذلك .
وفيه أيضا أن من أشرك ( غير الله في عبادته ){[24107]} سبحانه وتعالى وعبد غيره دونه على رجاء القربة إلى الله تعالى ، فهو ليس بعابد الله تعالى ولا موحد له ؛ لأن أولئك إنما عبدوا الأصنام رجاء أن تشفع لهم ، ورجاء أن تقربهم إلى الله زلفى . أخبر أنها لا تقربهم زلفى ، وأنهم ليسوا بموحدين ولا عابدين لله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.