في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

( علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى . وهو بالأفق الأعلى . ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى . ما كذب الفؤاد ما رأى . أفتمارونه على ما يرى ? ) . .

والشديد القوي ذو المرة [ أي القوة ] ، هو جبريل - عليه السلام - وهو الذي علم صاحبكم ما بلغه إليكم .

وهذا هو الطريق ، وهذه هي الرحلة ، مشهودة بدقائقها : استوى وهو بالأفق الأعلى . حيث رآه محمد [ صلى الله عليه وسلم ] وكان ذلك في مبدأ الوحي . حين رآه على صورته التي خلقه الله عليها ، يسد الأفق بخلقه الهائل .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

وهو بالأفق الأعلى : وهو بالجهة العليا من السماء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

قوله تعالى : " وهو بالأفق الأعلى " جملة في موضع الحال ، والمعنى فاستوى عاليا ، أي استوى جبريل عاليا على صورته ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يراه عليها حتى سأله إياها على ما ذكرنا . والأفق ناحية السماء وجمعه آفاق . وقال قتادة : هو الموضع الذي تأتى منه الشمس . وكذا قال سفيان : هو الموضع الذي تطلع منه الشمس . ونحوه عن مجاهد . ويقال : أُفْقٌ وأُفُق مثل عُسْر وعُسُر . وقد مضى في " حم السجدة{[14350]} " . وفرس أفق بالضم أي رائع وكذلك الأنثى ، قال الشاعر :

أُرَجِّلُ لِمَّتِي وأجُرُّ ذيلي *** وتحملُ شِكَّتِي أُفُقٌ كُمَيْتُ{[14351]}

وقيل : " وهو " أي النبي صلى الله عليه وسلم " بالأفق الأعلى " يعني ليلة الإسراء وهذا ضعيف ؛ لأنه يقال : استوى هو وفلان ، ولا يقال استوى وفلان إلا في ضرورة الشعر . والصحيح استوى جبريل عليه السلام وجبريل بالأفق الأعلى على صورته الأصلية ؛ لأنه كان يتمثل للنبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بالوحي في صورة رجل ، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يراه على صورته الحقيقية ، فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق .


[14350]:راجع جـ 15 ص 374.
[14351]:قائله عمرو بن قنعاس المرادي. والشكة السلاح. وفي اللسان: وتحمل بزتي. والكميت من الخيل ما خلط حمرته سواد غير خالص.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

{ وهو } أي والحال أن جبرائيل عليه السلام ، وجوزوا أن يكون الضمير المنفصل للنبي صلى الله عليه وسلم أي استوى جبرائيل عليهما السلام معه { بالأفق الأعلى * } أي الناحية التي هي النهاية في العلو والفضل من السماوات مناسبة لحالة هذا الاستواء ، وذلك حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على كرسي بين السماء والأرض قد سد الأفق .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

وهو جبريل عليه السلام ، الذي ظهر واستوى على صورته الحقيقية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأفق الأعلى ، وهو أفق الشمس عند مطلعها ،

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ} (7)

قوله : { وهو بالأفق الأعلى } أي جبريل فقد ارتفع وعلا إلى مكان في السماء بعد أن علم محمدا صلى الله عليه وسلم القرآن . وقيل { فاستوى } أي قام في صورته التي خلقه الله تعالى عليها ، لأنه كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الآدميين كما كان يأتي إلى الأنبياء ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يريه نفسه التي جبله الله عليها فأراه نفسه مرتين : مرة في الأرض . ومرة في السماء . فأما في الأرض ففي الأفق الأعلى . وكان النبي صلى الله عليه وسلم بحراء ، فطلع له جبريل من المشرق فسدّ الأرض إلى المغرب . فخرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيا عليه فنزل إليه في صورة الآدميين وضمه إلى صدره وجعل يمسح الغبار عن وجهه . فلما أفاق النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا جبريل ما ظننت أن الله خلق أحدا على مثل هذه الصورة " .

وأما في السماء فعند سدرة المنتهى . ولم يره أحد من الأنبياء على تلك الصورة إلا محمدا صلى الله عليه مسلم .

قوله : { وهو بالأفق الأعلى } أي استوى جبريل بالأفق الأعلى وهو مطلع الشمس على صورته الحقيقة المريعة . فقد كان جبريل يتمثل للنبي صلى الله عليه وسلم في كل مرة في صورة إنسان . فأحب النبي أن يراه على صورته الحقيقية فاستوى جبريل في الأفق الأعلى فملأ مطلع الشمس أو سده .