في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

56

( هو الحي ) . .

أجل . هو وحده الحي . الحي حياة ذاتية غير مكسوبة ولا مخلوقة . وغير مبتدئة ولا منتهية . وغير حائلة ولا زائلة . وغير متقلبة ولا متغيرة . وما من شيء له هذه الصفة من الحياة . سبحانه هو المتفرد بالحياة .

وهو المتفرد بالألوهية . بما أنه المتفرد بالحياة . فالحي الواحد هو الله :

( لا إله إلا هو ) . .

ومن ثم . . ( فادعوه مخلصين له الدين ) . . واحمدوه في الدعاء : ( الحمد لله رب العالمين ) . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

وهو الذي لا تنبغي الألوهية إلاّ له ، ولا تصلح الربوبية لغيره ، بما أنه المنفرد بالحياة : { هُوَ الحي لاَ إله إِلاَّ هُوَ فادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } فادعوه بإخلاص الدين له ، واحمدوه في الدعاء والثناء لأنه مالكُ هذا الكون بما فيه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

" هو الحي " أي الباقي الذي لا يموت " لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين " أي مخلصين له الطاعة والعبادة . " الحمد لله رب العالمين " قال الفراء : هو خبر وفيه إضمار أمر أي ادعوه واحمدوه . وقد مضى هذا كله مستوفى في " البقرة " {[13393]} وغيرها . وقال ابن عباس : من قال : " لا إله إلا الله " فليقل " الحمد لله رب العالمين " .


[13393]:مضى هذا الكلام للمصنف في تفسير الفاتحة ج 1 ص 136 فليراجع هناك لا في البقرة ولعل ما في الأصل تحريف.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

ثم دل على ما أفاده الدليل معللاً بقوله : { هو } أي وحده { الحي } وكل ما عداه لا حياة له ، لأنه ليس له من ذاته إلا العدم ، فأنتج ذلك قطعاً قوله : { لا إله إلا هو } فتسبب عنه قوله : { فادعوه } أي وحده بالقول والفعل على وجه العبادة ، وذلك معنى { مخلصين له الدين } أي من كل شرك جلي أو خفي .

ولما أمر بقصر الهمم عليه ، علله بقوله : { الحمد } أي الإحاطة بأوصاف الكمال ، وأظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن له من الصفات العلي ما لا ينحصر : { لله } أي المسمى بهذا الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى لذاته . ولما كان هذا الوجود على ما هو عليه من النظام ، وبديع الارتسام ، دالاً دلالة قطعية على الحمد ، قال واصفاً بما هو كالعلة للعلم بمضمون الخبر : { رب العالمين * } أي الذي رباهم هذه التربية فإنه لا يكون إلا كذلك ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قال { لا إله إلا الله } فليقل على أثرها { الحمد لله رب العالمين } .