اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

ثم قال : «هُوَ الحَيُّ » وهذا يفيد الحَصْر ؛ ولأن لا حيَّ إلا هو . ثم نبّه على الوحدانية فقال : لا إله إلا هو ثم أمر العباد بالإخلاص في الدعاء فقال : { فادعوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } . ثم قال : { الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين } .

والمراد أنه لما كان موصوفاً بصفات الجَلال والعِزة استحق لذاته أن يقال له : الحمد لله رب العالمين{[48376]} وقال الفراء هو خبر ، وفيه إضمار الأمر ومجازه فادعوه واحْمدُوهُ{[48377]} . وروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما من قال : لا إله إلا الله فليقل على أثرها : الحمد لله رب العالمين ، فذلك قوله : فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين{[48378]} .


[48376]:الرازي 27/84.
[48377]:معاني الفراء 3/12، 11.
[48378]:القرطبي 15/329.