{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين( 60 )الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون( 61 )ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون( 62 )كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون( 63 )الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين( 63 )هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين( 65 ) } .
بعد ترسيخ اليقين بالمعاد ، بيّن لنا سبيل التزود بخير زاد ؛ والدعاء قد يكون سؤال الله تعالى من فضله ورحمته ، والضراعة إليه والاستغاثة به ، وقد يراد بالدعاء العبادة ؛ وبكلا المعنيين جاءت الآثار{[4072]} ؛ مما نقل القرطبي : وكان خالد الربيعي ، يقول ، عجيب لهذه الأمة ؟ قيل لها : { ادعوني أستجب لكم } ، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالاستجابة وليس بينهما شرط . . وقد قيل : هذا من باب المطلق والمقيد . . أي : { أستجب لكم } إن شئت ، كقوله : { . . فيكشف ما تدعون إليه إن شاء . . }{[4073]} . . اه ، ومن يستنكف عن الخضوع لجلال الله والتضرع إليه يدخله جهنم ذليلا صاغرا ؛ وربكم هو وليكم الحق ، فهو خير ثوابا وخير عقبا ، وهو الذي خلق لكم الليل مظلما لتسكنوا فيه ، وخلق لكم النهار مبصرا لتبتغوا فيه من فضل رازقكم ، ولتتصرفوا في طلب معاشكم{[4074]} .
إن المعبود بحق أسبغ على الناس أنعمه وآلاءه ، ولكن أكثرهم يجحدون نعمته ؛ وصاحب هذا العطاء هو مولاكم ومربيكم ومصلحكم ، تفرد بالخلق والإيجاد ، وهو المستحق للعبادة وحده ، لا ما اتخذوهم من الأوثان والشركاء والأنداد ، وتعالى الله عن الشبيه والنظير ، وعن الند والضد{[4075]}- فأنى وكيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان ، بعد أن علمتم الحجة والبرهان ؟ . . كذلك يصرف عن الحق أهل الجحود والنكران لآلاء الله وآياته ، وحججه وبيناته .
الله الذي خلق المكان والزمان والسكَّان ، فهو الذي جعل لنا الأرض مأوى ومستقرا في حياتنا وبعد مماتنا ، وجعل السماء سقفا محفوظا ، رفعها بغير عمد ، وسواها محبوكة محكمة ليس فيها نقص ولا تصدع ، وخلق الإنسان في أحسن صورة ؛ والفاء في { فأحسن صوركم } فاء الفصيحة ؛ ورزق الخلق مما به قوامهم ، وسترهم ، وكِنَّهم ونعيمهم ، فما أعظم بركات ربكم تعالى شأنه ، رب العوالم كلها-عالم الملائكة ، وعالم الجن ، وعالم الطير ، وعالم الحيوان ، وعالم الإنسان- .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.