فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

{ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي الباقي الذي لا يفنى ، المتفرد بالألوهية ، وهذا التركيب يفيد الحصر ، وفيه إشارة إلى العلم التام والقدرة التامة الكاملة { فَادْعُوهُ } أي اعبدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي الطاعة والعبادة من الشرك .

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قال الفراء هو خبر وفيه إضمار أمر ، أي احمدوه عن ابن عباس قال : من قال لا إله إلا الله فليقل إثرها الحمد لله رب العالمين وذلك قوله { فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وعلى هذا هو من كلام المأمورين بالعبادة ، ويجوز أن يكون من كلامه تعالى على أنه استئناف لحمد ذاته بذاته .