نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{هُوَ ٱلۡحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (65)

ثم دل على ما أفاده الدليل معللاً بقوله : { هو } أي وحده { الحي } وكل ما عداه لا حياة له ، لأنه ليس له من ذاته إلا العدم ، فأنتج ذلك قطعاً قوله : { لا إله إلا هو } فتسبب عنه قوله : { فادعوه } أي وحده بالقول والفعل على وجه العبادة ، وذلك معنى { مخلصين له الدين } أي من كل شرك جلي أو خفي .

ولما أمر بقصر الهمم عليه ، علله بقوله : { الحمد } أي الإحاطة بأوصاف الكمال ، وأظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن له من الصفات العلي ما لا ينحصر : { لله } أي المسمى بهذا الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى لذاته . ولما كان هذا الوجود على ما هو عليه من النظام ، وبديع الارتسام ، دالاً دلالة قطعية على الحمد ، قال واصفاً بما هو كالعلة للعلم بمضمون الخبر : { رب العالمين * } أي الذي رباهم هذه التربية فإنه لا يكون إلا كذلك ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قال { لا إله إلا الله } فليقل على أثرها { الحمد لله رب العالمين } .