في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

وبينما الأخذ والعتل ، والصب والكي ، والتأنيب والخزي . . في جانب من جوانب الساحة . . يمتد البصر - بعين الخيال - إلى الجانب الآخر . فإذا( المتقون )الذين كانوا يخشون هذا اليوم ويخافون . إذا هم : ( في مقام أمين ) . . لا خوف فيه ولا فزع ، ولا شد فيه ولا جذب ، ولا عتل فيه ولا صب !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

في مقام أمين : في منزل آمن .

وبعد أن بين الله أحوال المجرمين وما يلاقونه من أهوال وعذاب وتقريع ، بيّن هنا أحوال المتقين وما يلاقونه في جنّات النعيم من ضُروب التكريم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }

هذا جزاء المتقين لله الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي وفعلهم الطاعات ، فلما انتفى السخط عنهم والعذاب ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

قوله تعالى : " إن المتقين في مقام أمين " لما ذكر مستقر الكافرين وعذابهم ذكر نزل المؤمنين ونعيمهم . وقرأ نافع وابن عامر " في مقام " بضم الميم . الباقون بالفتح . قال الكسائي : المقام المكان ، والمقام الإقامة ، كما قال :

عَفَتِ الديارُ محلُّها فمُقَامُهَا{[13758]}

قال الجوهري : وأما المقام والمقام فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القيام ؛ لأنك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح ، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم ، لأن الفعل إذا جاوز الثلاث فالموضع مضموم الميم ، لأنه مشبه ببنات الأربعة ، نحو دحرج وهذا مدحرجنا . وقيل : المقام ( بالفتح ) المشهد والمجلس ، و( بالضم ) يمكن أن يراد به المكان ، ويمكن أن يكون مصدرا ومقدرا فيه المضاف ، أي في موضع إقامة . " أمين " يؤمن فيه من الآفات .


[13758]:هذا أوّل معلقة لبيد. وتمامه: *بمنى تأبد غَوْلُهَا فرجامُها*
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

ولما وصف سبحانه ما للمبالغ في المساوئ وأفرده أولاً إشارة إلى قليل في قوم هذا النبي الكريم الذي تداركهم [ الله-{[57700]} ] بدعوته تشريفاً له وإعلاء لمقداره ، وجمع آخراً ذاكراً من آثار ما استحق به ذلك من مشاركة في أوزاره ، ففهم أن وصفه انقضى ، ومر ومضى ، فتاقت{[57701]} النفس إلى تعرف ما لأضداده الذين خالفوه في مبدئه ومعاده ، قال مؤكداً لما لهم من التكذيب{[57702]} : { إن المتقين } أي العريقين في هذا الوصف { في مقام } أي موضع إقامة لا يريد الحال فيه تحولاً عنه { أمين * } أي يأمن صاحبه فيه من كل ما لا يعجبه .


[57700]:من م، وفي الأصل و ظ: فعافت.
[57701]:راجع نثر المرجان6/487.
[57702]:من ظ و م، وفي الأصل: التأكيد في الكذب.