وعندما يبلغ الموقف هذا الحد من الاستثارة والاستجاشة يضرب السياق عنه ، ويلتفت بالحديث إلى حكاية حالهم تجاهه ؛ وهو حال مناقض لما ينبغي أن يكونوا عليه تجاه حقيقة الموقف الجاد الذي لا مجال للعب فيه : ( بل هم في شك يلعبون . فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ، يغشى الناس ، هذا عذاب أليم . ربنا
اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون . أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين . ثم تولوا عنه وقالوا : معلم مجنون . إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون . يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) . .
يقول : إنهم يلعبون إزاء ذلك الجد ، ويشكون في تلك الآيات الثابتة . فدعهم إلى يوم هائل عصيب :
" بل هم في شك يلعبون " أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم : إن الله خالقهم ، وإنما يقولونه لتقليد آبائهم من غير علم فهم في شك . وإن توهموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعن لهم من غير حجة . وقيل : " يلعبون " يضيفون إلى النبي صلى الله عليه وسلم الافتراء استهزاء . ويقال لمن أعرض عن المواعظ : لاعب ، وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته .
قوله تعالى : { بل هم في شك يلعبون 9 فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين 10 يغشى الناس هذا عذاب أليم 11 ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون 12 أنى لهم الذكرى وقد جآءهم رسول مبين 13 ثم تولوا عنه وقالوا معلّم مجنون 14 إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون 15 يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } .
المشركون مرتابون مضطربون في إيمانهم ، فهم ليسوا موقنين ولا جادين فيما يظهرونه من الإيمان إذ قالوا : إن الله خالقهم ، بل إن قولهم هذا يخالطه اللعب والتردد والاستسخار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.