في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ} (12)

وقوله - سبحانه وتعالى - : ( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) . . أي يقول الكافرون إذا عاينوا عذاب الله وعقابه سائلين رفعه وكشفه عنهم ، كقوله جلت عظمته : ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا : يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) . . وكذا قوله جل وعلا : ( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا : ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل . أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ} (12)

أي يقولون ذلك : اكشف عنا العذاب ف " إنا مؤمنون " ، أي نؤمن بك إن كشفته عنا . قيل : إن قريشا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : إن كشف الله عنا هذا العذاب أسلمنا ، ثم نقضوا هذا القول . قال قتادة : " العذاب " هنا الدخان . وقيل : الجوع . حكاه النقاش .

قلت : ولا تناقض ، فإن الدخان لم يكن إلا من الجوع الذي أصابهم ، على ما تقدم . وقد يقال للجوع والقحط : الدخان ليبس الأرض في سنة الجدب وارتفاع الغبار بسبب قلة الأمطار ؛ ولهذا يقال لسنة الجدب : الغبراء . وقيل : إن العذاب هنا الثلج . قال الماوردي : وهذا لا وجه له ؛ لأن هذا إنما يكون في الآخرة أو في أهل مكة ، ولم تكن مكة من بلاد الثلج ، غير أنه مقول فحكيناه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ} (12)

قوله : { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } والمراد بالعذاب على القول الأول هو القحط الشديد . والمراد به على القول الثاني ، ما يملأ الآفاق من الدخان المهلك إيذانا بقيام الساعة { إنا مؤمنون } أي بكتاب الله وبما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو وعد منهم بالإيمان إن كشف الله عنهم العذاب .