أجل . هو وحده الحي . الحي حياة ذاتية غير مكسوبة ولا مخلوقة . وغير مبتدئة ولا منتهية . وغير حائلة ولا زائلة . وغير متقلبة ولا متغيرة . وما من شيء له هذه الصفة من الحياة . سبحانه هو المتفرد بالحياة .
وهو المتفرد بالألوهية . بما أنه المتفرد بالحياة . فالحي الواحد هو الله :
ومن ثم . . ( فادعوه مخلصين له الدين ) . . واحمدوه في الدعاء : ( الحمد لله رب العالمين ) . .
" هو الحي " أي الباقي الذي لا يموت " لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين " أي مخلصين له الطاعة والعبادة . " الحمد لله رب العالمين " قال الفراء : هو خبر وفيه إضمار أمر أي ادعوه واحمدوه . وقد مضى هذا كله مستوفى في " البقرة " {[13393]} وغيرها . وقال ابن عباس : من قال : " لا إله إلا الله " فليقل " الحمد لله رب العالمين " .
ثم دل على ما أفاده الدليل معللاً بقوله : { هو } أي وحده { الحي } وكل ما عداه لا حياة له ، لأنه ليس له من ذاته إلا العدم ، فأنتج ذلك قطعاً قوله : { لا إله إلا هو } فتسبب عنه قوله : { فادعوه } أي وحده بالقول والفعل على وجه العبادة ، وذلك معنى { مخلصين له الدين } أي من كل شرك جلي أو خفي .
ولما أمر بقصر الهمم عليه ، علله بقوله : { الحمد } أي الإحاطة بأوصاف الكمال ، وأظهر موضع الإضمار إشارة إلى أن له من الصفات العلي ما لا ينحصر : { لله } أي المسمى بهذا الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى لذاته . ولما كان هذا الوجود على ما هو عليه من النظام ، وبديع الارتسام ، دالاً دلالة قطعية على الحمد ، قال واصفاً بما هو كالعلة للعلم بمضمون الخبر : { رب العالمين * } أي الذي رباهم هذه التربية فإنه لا يكون إلا كذلك ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قال { لا إله إلا الله } فليقل على أثرها { الحمد لله رب العالمين } .
قوله : { هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } من صفات الله الحياة ؛ فهو سبحانه الدائم الباقي الذي لا يموت . وما من شيء سواه إلا زائل صائر إلى الفناء . والله سبحانه المتفرد في الإلهية ؛ فليس من معبود سواه ولا تصلح الألوهة والعبادة إلا له سبحانه .
قوله : { فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي أفردوه وحده في الإلهية ولا تتخذوا من دونه شركاء وأندادا . فاعبدوه مخلصين له الطاعة والعبادة ؛ فإنه الإله الخالق المالك رب كل شيء وإليه المآب .
قوله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } لله الثناء الحسن وله وحده الشكر الكامل على ما أنعم به وتفضل ؛ فله الحمد والمنّةُ دائمين لا ينقطعان . وفي ذلك روي عن ابن عباس أنه قال : من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها : الحمد لله رب العالمين . {[4031]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.