في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

وينهي بهذه السخرية العالية حكاية ما كان من الذين أجرموا في الدنيا . . ما كان . . ويطوي هذا المشهد الذي انتهى . ليعرض المشهد الحاضر والذين آمنوا في ذلك النعيم :

( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . على الأرائك ينظرون ) . .

اليوم والكفار محجوبون عن ربهم ، يقاسون ألم هذا الحجاب الذي تهدر معه إنسانيتهم ، فيصلون الجحيم ، مع الترذيل والتأنيب حين يقال : ( هذا الذي كنتم به تكذبون ) . .

اليوم والذين آمنوا على الأرائك ينظرون . في ذلك النعيم المقيم ، وهم يتناولون الرحيق المختوم بالمسك الممزوج بالتسنيم . .

فاليوم . . الذين آمنوا من الكفار يضحكون . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

{ فَالْيَوْمَ } أي : يوم القيامة ، { الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون ، وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون ، والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

{ فاليوم } يعني في الآخرة ، { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } قال أبو صالح : وذلك أنه يفتح للكفار في النار أبوابها ، ويقال لهم : اخرجوا ، فإذا رأوها مفتوحة أقبلوا إليها ليخرجوا ، والمؤمنون ينظرون إليهم فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ، يفعل بهم ذلك مراراً والمؤمنون يضحكون . وقال كعب : بين الجنة والنار كوىً ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو له ، كان في الدنيا ، اطلع عليه من تلك الكوى ، كما قال : { فاطلع فرآه في سواء الجحيم }( الصافات- 55 ) ، فإذا اطلعوا من الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا ، فذلك قوله عز وجل : { فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

ولما كان لا نعيم أفضل من الشماتة بالعدو لا سيما إذا كانت على أعلى طبقات الشماتة قال تعالى : { فاليوم } أي فتسبب عن هذا من فعلهم في دار العمل أنه يكون في دار الجزاء { الذين آمنوا } ولو كانوا في أدنى درجات الإيمان { من الكفار }{[72294]} خاصة ، وهم الراسخون في الكفر من عموم الذين أجرموا ، في الحشر والجنة سخرية وهزؤاً{[72295]} ، فإن الذين آمنوا لا يضحكون من عصاة المؤمنين لو رأوهم يعذبون بل يرحمونهم لاشتراكهم في الدين { يضحكون } قصاصاً وجزاء حين{[72296]} يرون ما هم{[72297]} فيه من الذل سروراً بحالهم شكراً لله على ما أعطاهم من النجاة من النار والنقمة من أعدائهم ، قال أبو صالح : تفتح لهم الأبواب{[72298]} ويقال : اخرجوا ، فيسرعون فإذا وصلوا إلى الأبواب غلقت{[72299]} في وجوههم وردوا على أقبح حال ، فيضحك{[72300]} المؤمنون - انتهى . ويا لها من خيبة وخجلة وسواد وجه وتعب قلب وتقريع نفس من العذاب بالنار و{[72301]}بالشماتة والعار ، حال كون الذين آمنوا ملوكاً


[72294]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72295]:من ظ و م، وفي الأصل: هزية.
[72296]:من ظ و م، وفي الأصل: حتى.
[72297]:زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72298]:من م، وفي الأصل و ظ: أبواب.
[72299]:من م، وفي الأصل و ظ: أغلقت.
[72300]:زيد في الأصل: عليهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72301]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.