نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

ولما كان لا نعيم أفضل من الشماتة بالعدو لا سيما إذا كانت على أعلى طبقات الشماتة قال تعالى : { فاليوم } أي فتسبب عن هذا من فعلهم في دار العمل أنه يكون في دار الجزاء { الذين آمنوا } ولو كانوا في أدنى درجات الإيمان { من الكفار }{[72294]} خاصة ، وهم الراسخون في الكفر من عموم الذين أجرموا ، في الحشر والجنة سخرية وهزؤاً{[72295]} ، فإن الذين آمنوا لا يضحكون من عصاة المؤمنين لو رأوهم يعذبون بل يرحمونهم لاشتراكهم في الدين { يضحكون } قصاصاً وجزاء حين{[72296]} يرون ما هم{[72297]} فيه من الذل سروراً بحالهم شكراً لله على ما أعطاهم من النجاة من النار والنقمة من أعدائهم ، قال أبو صالح : تفتح لهم الأبواب{[72298]} ويقال : اخرجوا ، فيسرعون فإذا وصلوا إلى الأبواب غلقت{[72299]} في وجوههم وردوا على أقبح حال ، فيضحك{[72300]} المؤمنون - انتهى . ويا لها من خيبة وخجلة وسواد وجه وتعب قلب وتقريع نفس من العذاب بالنار و{[72301]}بالشماتة والعار ، حال كون الذين آمنوا ملوكاً


[72294]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72295]:من ظ و م، وفي الأصل: هزية.
[72296]:من ظ و م، وفي الأصل: حتى.
[72297]:زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72298]:من م، وفي الأصل و ظ: أبواب.
[72299]:من م، وفي الأصل و ظ: أغلقت.
[72300]:زيد في الأصل: عليهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72301]:من ظ و م، وفي الأصل: أو.