الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ} (34)

- ثم قال تعالى : ( فاليوم الذين ( آمنوا ) {[74578]} من الكفار يضحكون ) .

أي : فيوم القيامة يضحك المؤمنون من الكفار على سررهم في الحجال ينظرون {[74579]} .

( وقال ابن عباس : يفتح في السور الذي بين الجنة والنار أبواب ، فينظر المؤمنون إلى أهل النار ، والمؤمنون على السرر ينظرون ) {[74580]} كيف يعذبون ، فيضحكون منهم ، فيكون ذلك مما أقر الله به أعينهم كيف ينتقم الله منهم {[74581]} .

وروى قتادة عن كعب أنه قال : ذكر لنا أن بين الجنة والنار كواء {[74582]} ، إذا أراد المؤمنون أن [ ينظروا ] {[74583]} إلى عدو لهم كانوا في الدنيا ، [ اطلعوا ] {[74584]} من بعض تلك الكواء {[74585]} [ قال الله عز ] {[74586]} ( فاطلع فرءاه في سواء الجحيم ) {[74587]} ، أي : في وسط النار ، ذكر لنا انه رأى جماجم القوم تغلي {[74588]} .

قال سفيان : [ يجاء بالكفار ] {[74589]} حتى [ ينظروا ] {[74590]} إلى أهل الجنة على سرر ، فحين ينظرون إليهم تغلق دونهم الأبواب ( ويضحك ) {[74591]} أهل الجنة منهم ، فهو قول الله تعالى ذكره : ( فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ، على الارائك ينظرون ) {[74592]} .


[74578]:ساقط من ث.
[74579]:انظر: المصدر السابق.
[74580]:ما بين قوسين (قال ابن عباس – ينظرون) ساقط من أ.
[74581]:انظر: قول ابن عباس في جامع البيان البيان 30/111.
[74582]:أ: كِوىً. وهي صحيحة أيضاً، قال في اللسان: "وجمع الكَوْةِ كِوَى" إلا أنه ذكر بعده أنه نادر ثم ذكر أنه يجمع أيضاً على كواء بالمد ولم يعلق عليه. وذكر غير ذلك. والذي عند الطبري "كِوىً". و"الكَوُّ والكَوَّةُ: الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه". انظر: اللسان/ (كوي).
[74583]:م: ينظر.
[74584]:م: اطلع، وهو الذي في جامع البيان 30/111، غير أن الضمير فيه يعود على المؤمن مفرداً. وقد ذكره كذلك. وفي ث: إذا اطلع، وفي أ: نظروا.
[74585]:أ: الكوى.
[74586]:زيادة من أ.
[74587]:الصافات: 55.
[74588]:انظر: جامع البيان 30/111 وتفسير القرطبي 19/268 والدر 8/453.
[74589]:م: يجاب الكفار.
[74590]:م: أ: ينظرون.
[74591]:مخروم في ث.
[74592]:انظر: قول سفيان في جامع البيان 30/111-112.