في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

( ولا أنتم عابدون ما أعبد )فعبادتكم غير عبادتي ، ومعبودكم غير معبودي .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } لعدم إخلاصكم في عبادته{[1487]} ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة .


[1487]:- في ب: إخلاصكم في عبادتكم لله.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } هذا إخبار أن هؤلاء الكفار لا يعبدون الله ، كما قيل لنوح : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } ، إلا أن هذا في حق قوم مخصوصين ماتوا على الكفر ، وقد روي : أن هؤلاء الجماعة المذكورين هم أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف وأبى بن خلف وابن الحجاج ، وكلهم ماتوا كفارا ، فإن قيل : لم قال : { ما أعبد } بما دون من التي هي موضوعة لمن يعقل ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه :

أحدها : أن ذلك لمناسبة قوله : { لا أعبد ما تعبدون } فإن هذا واقع على الأصنام التي لا تعقل ثم جعل { ما أعبد } على طريقته لتناسب اللفظ .

الثاني : أنه أراد الصفة ، كأنه قال : لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق ، قاله الزمخشري .

الثالث : أن ما مصدرية ، والتقدير لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي ، وهذا ضعيف ، فإن قيل : لم كرر هذا المعنى واللفظ فقال : بعد ذلك { ولا أنتم عابدون ما أعبد } مرة أخرى ؟ فالجواب من وجهين :

أحدهما : قول الزمخشري ، وهو أن الأول في المستقبل .

الثاني : فيما مضى .

والآخر : قاله ابن عطية : وهو أن الأول في الحال والثاني في الاستقبال ، فهو حتم عليهم أن لا يؤمنوا أبدا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (3)

ولما بدأ بما هو الأحق بالبداءة وهو البراءة من الشرك ، والطهارة من وضر الإفك ؛ لأنه من درء المفاسد ، فأبلغ في ذلك بما هو الحقيق بحاله صلى الله عليه وسلم ، وكانوا هم يعبدون الله تعالى على وجه الإشراك ، وكانت العبادة مع الشرك غير معتد بها بوجه ، نفى عبادتهم له في الجملة الاسمية الدالة على الثبات لا في الفعلية الدالة على نفي كل قليل وكثير ، من حيث إن الفعل نكرة في سياق النفي ، فقال : { ولا أنتم عابدون } أي عبادة معتداً بها ، بحيث يكون أهلاً لأن تكون وصفاً ثابتاً .

ولما كانوا لا نزاع لهم في أن معبوده عالم ، وكانت " ما " صالحة للإطلاق عليه سبحانه وتعالى ، عبر فيه أيضاً بها ؛ لأن ذلك - مع أنه لا ضرر فيه - أقرب إلى الإنصاف ، فهو أدعى إلى عدم المراء أو الخلاف - فقال : { ما أعبد * } أي الآن وما بعده ؛ لأن معبودي - وله العلم التام والقدرة الشاملة - أبعدكم عنه ، فلا مطمع في الوفاق بيننا .