في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

( إنما أنت منذر من يخشاها ) . . هذه وظيفتك ، وهذه حدودك . . أن تنذر بها من ينفعه الإنذار ، وهو الذي يشعر قلبه بحقيقتها فيخشاها ويعمل لها ، ويتوقعها في موعدها الموكول إلى صاحبها سبحانه وتعالى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

{ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا } أي : إنما نذارتك [ نفعها ] لمن يخشى مجيء الساعة ، ويخاف الوقوف بين يديه ، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

إنما أنت رسول تنذر بالساعة من يخشى ذلك اليوم،...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إنما أنت رسول مبعوث بإنذار الساعة من يخاف عقاب الله فيها على إجرامه، ولم تكلّف علمَ وقت قيامها، يقول: فدع ما لم تكلف علمَه، واعمل بما أُمرت به، من إنذار من أُمرت بإنذاره...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

خطاب من الله للنبي (صلى الله عليه وآله) بأنه إنما يخوف من يخاف ذلك اليوم وهو يوم القيامة، وإنما خص الإنذار بمن يخشى، لأنه لما كان المنتفع بالإنذار من يخشى فكأنه خص بالإنذار. والكافر لما لم ينتفع بذلك فكأنه لم ينذر أصلا...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي: لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة الذي لا فائدة لهم في علمه، وإنما بعثت لتنذر من أهوالها من يكون من إنذارك لطفا له في الخشية منها...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

معنى الآية أنك إنما بعثت للإنذار، وهذا المعنى لا يتوقف على علمك بوقت قيام القيامة، بل لو أنصفنا لقلنا: بأن الإنذار والتخويف إنما يتمان إذا لم يكن العلم بوقت قيام القيامة حاصلا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إنما أنت} أي يا أشرف المرسلين {منذر} أي مخوف على سبيل الحتم الذي لا بد منه مع علمك بما تخوف به العلم الذي لا مرية فيه {من يخشاها} أي فيه أهلية أن يخافها خوفاً عظيماً فيعمل لها لعلمه بإتيانها لا محالة وعلمه بموته لا محالة وعلمه بأن كل ما تحقق وقوعه فهو قريب، وذلك لا يناسب تعيين وقتها فإن من فيه أهلية الخشية لا يزيده إبهامها إلا خشية، وغيره لا يزيده ذلك إلا اجتراء وإجراماً...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذه وظيفتك، وهذه حدودك.. أن تنذر بها من ينفعه الإنذار، وهو الذي يشعر قلبه بحقيقتها فيخشاها ويعمل لها، ويتوقعها في موعدها الموكول إلى صاحبها سبحانه وتعالى...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وفي إضافة {منذر} إلى {من يخشاها} أو نصبِه به إيجازُ حذف تقديره: منذرها فينتذر من يخشاها، وقرينة ذلك حاليَّة للعلم المتواتر من القرآن بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينذر جميع الناس لا يخص قوماً دون آخرين فإن آيات الدعوة من القرآن ومقامات دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا عامة. ولا يُعرف من يَخشى الساعة إلا بعد أن يؤمِن المُؤمن ولو عرف أحد بعينه أنه لا يؤمن أبداً لما وجهت إليه الدعوة، فتعين أن المراد: أنه لا ينتفع بالإِنذار إلا من يخشى الساعة ومن عداه تمُرّ الدعوة بسمعه فلا يَأبَهُ بها، فكان ذكر {من يخشاها} تنويهاً بشأن المؤمنين وإعلاناً لمزيتهم وتحقيراً للذين بقُوا على الكفر...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

" إنما أنت منذر من يخشاها " أي مخوف ، وخص الإنذار بمن يخشى ، لأنهم المنتفعون به ، وإن كان منذرا لكل مكلف ، وهو كقوله تعالى : " إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب " [ يس : 11 ] .

وقراءة العامة " منذر " بالإضافة غير منون ، طلب التخفيف ، وإلا فأصله التنوين ؛ لأنه للمستقبل وإنما لا ينون في الماضي . قال الفراء : يجوز التنوين وتركه ، كقوله تعالى : " بالغ أمره " [ الطلاق : 3 ] ، و " بالغ أمره " و " موهن كيد الكافرين " [ الأنفال : 18 ] و " موهن كيد الكافرين " والتنوين هو الأصل ، وبه قرأ أبو جعفر وشيبة والأعرج وابن محيصن وحميد وعياش عن أبي عمرو " منذر " منونا ، وتكون في موضع نصب ، والمعنى نصب ، إنما ينتفع بإنذارك من يخشى الساعة . وقال أبو علي : يجوز أن تكون الإضافة للماضي ، نحو ضارب زيد أمس ؛ لأنه قد فعل الإنذار ، الآية رد على من قال : أحوال الآخرة غير محسوسة ، وإنما هي راحة الروح أو تألمها من غير حس .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

{ إنما أنت منذر من يغشاها } أي : إنما بعثت لتنذر بها وليس عليك الإخبار بوقتها وخص الإنذار بمن يخشاها لأنه هو الذي ينفعه الإنذار .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

ولما {[71558]}كان غاية أمرهم أنهم{[71559]} يقولون : إنه متقول من عند نفسه ، قلب عليهم الأمر فقال : { إنما أنت } أي يا أشرف المرسلين { منذر } أي مخوف على سبيل الحتم الذي لا بد منه مع علمك بما تخوف به العلم الذي لا مرية فيه { من يخشاها * } أي فيه أهلية أن يخافها خوفاً عظيماً فيعمل لها لعلمه بإتيانها لا محالة وعلمه بموته لا محالة وعلمه بأن كل ما تحقق وقوعه فهو قريب ، وذلك لا يناسب تعيين وقتها{[71560]} فإن من فيه أهلية الخشية لا يزيده إبهامها إلا خشية ، وغيره لا يزيده ذلك إلا اجتراء وإجراماً ، فما أرسلناك{[71561]} إلا للإنذار بها لا للإعلام بوقتها ، فإن النافع الأول دون الثاني ، ولست في شيء مما يصفونك به كذباً منهم لأنا ما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ولا أنت{[71562]} مبعوث{[71563]} لتحرير وقت الساعة وعلم عينه{[71564]} ، وإنما قصره على من يخشى لأن غيره لا ينتفع بإنذاره ، فكان كأنه لم يحصل له الإنذار ، ولهذا المعنى أضاف إشارة إلى أنه عريق في إنذار من يخشى ، وأما غيره فهو منذر له في الجملة أي يحصل له صورة الإنذار لأنه منذره{[71565]} بمعنى أنه لا يحصل له معنى الإنذار .


[71558]:في ظ و م: كانوا.
[71559]:في ظ و م: كانوا.
[71560]:من ظ و م، وفي الأصل: وقوعها.
[71561]:في ظ و م: أجرما واجتراء فما أرسلت.
[71562]:من ظ و م، وفي الأصل: ما.
[71563]:من ظ و م، وفي الأصل: بمبعوث.
[71564]:من ظ و م، وفي الأصل: غيبه.
[71565]:من م، وفي الأصل و ظ: منذر.