اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

قوله تعالى : { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } .

العامة : على إضافة الصفة لمعمولها تخفيفاً .

وقرأ عمر{[59333]} بن عبد العزيزِ وأبو جعفرٍ ، وطلحةُ ، وابن محيصنٍ : بالتنوين ، ويكون في موضع نصب ، والمعنى : إنَّما ينتفع بإنذارك من يخشى الساعة .

قال الزمخشري{[59334]} : وهو الأصل ، والإضافة تخفيف ، وكلاهما يصلح للحال والاستقبال ، فإذا أريد الماضي ، فليس إلا الإضافة ، كقولك : هو منذرٌ زيدٍ أمس .

قال أبو حيان{[59335]} : قوله : «هُو الأصل » يعني : «التنوين » ، هو قول قاله غيره .

ثم اختار أبو حيَّان : أن الأصل الإضافة ، قال : لأنَّ العمل إنما هو بالشبه ، والإضافة أصل في الأسماء ، ثم قال : وقوله : «ليس إلا الإضافة » فيه تفصيل وخلاف مذكور في كتب النحو .

قال شهاب الدين{[59336]} : لا يلزمه أن يذكر إلاَّ محل الوفاق ، بل هذان اللذان ذكرهما مذهب جماهير الناس .

فصل في معنى الآية

المعنى : إنَّما أنت مُخوِّف ، وخص الإنذار بمن يخشى ؛ لأنهم المنتفعون به ، وإن كان منذراً لكلِّ مكلَّف ، كقوله : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتبع الذكر وَخشِيَ الرحمن بالغيب } [ يس : 11 ] .


[59333]:ينظر: المحرر الوجيز 5/435، والبحر المحيط 8/416، والدر المصون 6/477.
[59334]:الكشاف 4/699.
[59335]:البحر المحيط 8/416.
[59336]:الدر المصون 6/477.