فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا} (45)

{ إنما أنت منذر من يخشاها } أي مخوف لمن يخشى قيام الساعة وذلك وظيفتك ليس عليك غيره من الإخبار بوقت قيام الساعة ونحوه مما استأثر لله بعلمه إذ لا مدخل لتعيين وقتها في الإنذار ، فإن محض الإنذار لا يتوقف على علم المنذر بوقت قيامها ، فقصر حاله على الإنذار فلا يتعداه على علم الوقت وخص الإنذار بمن يخشى لأنهم المنتفعون بالإنذار ، وإن كان منذرا لكل مكلف من مسلم وكافر .

قرأ الجمهور بإضافة منذر إلى ما بعده ، وقرئ بالتنوين قال الفراء كلاهما صواب كقوله بالغ أمره وموهن كيد الكافرين ، قال أبو علي الفارسي يجوز أن تكون الإضافة للماضي نحو ضارب زيد أمس ، وقال الزمخشري التنوين هو الأصل والإضافة تخفيف ، وكلاهما يصلح للحال والاستقبال .