في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

ومع الدأب على الدعوة ، وتحين كل فرصة ، والإصرار على المواجهة . . اتبع نوح - عليه السلام - كل الأساليب فجهر بالدعوة تارة ، ثم زاوج بين الإعلان والإسرار تارة : ( ثم إني دعوتهم جهارا ، ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ) . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

{ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا } كل هذا حرص ونصح ، وإتيانهم بكل باب يظن أن يحصل منه المقصود{[1239]} .


[1239]:- في ب: بكل طريق يظن به حصول المقصود.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

" ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا " أي لم أبق مجهودا . وقال مجاهد : معنى أعلنت : صحت ، " وأسررت لهم إسرارا " . بالدعاء عن بعضهم من بعض . وقيل : " أسررت لهم " أتيتهم في منازلهم . وكل هذا من نوح عليه السلام مبالغة في الدعاء لهم ، وتلطف في الاستدعاء . وفتح الياء من " إني أعلنت لهم " الحرميون وأبو عمرو . وأسكن الباقون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

ولما كان الجهر قد لا يشيع ولا ينشر في جماعاتهم ، قال مشيراً إلى أنه أذاع ذلك ، وأكد للإشارة إلى ما فيه من الشدة فقال : { ثم إني أعلنت } أي أظهرت وأشعت وشهرت ليعلموا أنه الحق من ربهم لكوني{[68687]} لست مستحيياً منه ولا مستهجناً له { لهم } أي {[68688]}خصصتهم بذلك ، لم يكن فيه حظ نفس بوجه فإني{[68689]} كررت ذلك عليهم بعد أن سقط الوجوب عني ، ولما قدم الجهر لأنه أقرب إلى عدم الاتهام ، وكان السر أجدر بمعرفة الضمائر وأقرب إلى الاستمالة ، أتبعه به فقال : { وأسررت لهم } أي دعوت كل واحد منهم على انفراده ليكون أدعى له وأجدر بقبوله{[68690]} النصيحة ، وأدل على الإخلاص ، وكل ذلك ما فعلته إلا لأجل نصيحتهم ، لا حظ لي أنا {[68691]}في ذلك{[68692]} ، ولما كان تحين الإنسان ليكون{[68693]} وحده ليس عنده أحد ولا هو{[68694]} مشتغل بصارف مما يعسر جداً فلا يكاد يصدق أكده فقال : { إسراراً * } وليدل بتأكيده على تأكيد ما قبله من الأفعال ، والظاهر من حاله{[68695]} ومن هذا الترتيب مما صرح{[68696]} به من الاجتهاد أنه سار فيه على مقتضى الحكمة ، فدعا أولاً أقرب الناس إليه وأشدهم به إلفاً ، ثم انتقل إلى من بعدهم حتى عمهم الدعاء ، وكانت هذه الدعوة سراً كل{[68697]} واحد منهم على حدته ليعلموا نصحه ولا يحمل أحد منهم ذلك على تبكيت ولا تقريع ، فلا يكون في دعائه ما يكون سببا لأنفة أحد منهم ، فلما أطبقوا على الإعراض جهر{[68698]} ليعلموا أنه ملجأ من الله إلى ذلك ، وأنها عزمة إن قصروا فيها عن الأجابة عوقبوا ، فلما أصروا جمع بين السر والعلن ، فلما تمادوا وطال الأذى شكى ، وعلى هذا {[68699]}فثم لبعد الرتب{[68700]} لا للترتيب في الزمان ، ويمكن كونها للترتيب لأن الجهر أبعد عن{[68701]} الاتهام ثم الإعلان بعده أزيد بعداً .


[68687]:- من ظ وم، وفي الأصل: لكونه.
[68688]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[68689]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[68690]:- من ظ وم، وفي الأصل: بقبول.
[68691]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيه.
[68692]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيه.
[68693]:- زيد من ظ وم.
[68694]:- زيد من ظ وم.
[68695]:- زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68696]:- من ظ، وفي الأصل وم: يصرح.
[68697]:- من ظ وم، وفي الأصل: في.
[68698]:- من ظ وم، وفي الأصل: جهرا.
[68699]:- من ظ وم، وفي الأصل: لبعد الترتيب.
[68700]:- من ظ وم، وفي الأصل: لبعد الترتيب.
[68701]:- في م: من.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

قوله : { ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا } أي دعوتهم إلى دين الله في العلن ودعوتهم إليه أيضا في السر .