ولما كان الجهر قد لا يشيع ولا ينشر في جماعاتهم ، قال مشيراً إلى أنه أذاع ذلك ، وأكد للإشارة إلى ما فيه من الشدة فقال : { ثم إني أعلنت } أي أظهرت وأشعت وشهرت ليعلموا أنه الحق من ربهم لكوني{[68687]} لست مستحيياً منه ولا مستهجناً له { لهم } أي {[68688]}خصصتهم بذلك ، لم يكن فيه حظ نفس بوجه فإني{[68689]} كررت ذلك عليهم بعد أن سقط الوجوب عني ، ولما قدم الجهر لأنه أقرب إلى عدم الاتهام ، وكان السر أجدر بمعرفة الضمائر وأقرب إلى الاستمالة ، أتبعه به فقال : { وأسررت لهم } أي دعوت كل واحد منهم على انفراده ليكون أدعى له وأجدر بقبوله{[68690]} النصيحة ، وأدل على الإخلاص ، وكل ذلك ما فعلته إلا لأجل نصيحتهم ، لا حظ لي أنا {[68691]}في ذلك{[68692]} ، ولما كان تحين الإنسان ليكون{[68693]} وحده ليس عنده أحد ولا هو{[68694]} مشتغل بصارف مما يعسر جداً فلا يكاد يصدق أكده فقال : { إسراراً * } وليدل بتأكيده على تأكيد ما قبله من الأفعال ، والظاهر من حاله{[68695]} ومن هذا الترتيب مما صرح{[68696]} به من الاجتهاد أنه سار فيه على مقتضى الحكمة ، فدعا أولاً أقرب الناس إليه وأشدهم به إلفاً ، ثم انتقل إلى من بعدهم حتى عمهم الدعاء ، وكانت هذه الدعوة سراً كل{[68697]} واحد منهم على حدته ليعلموا نصحه ولا يحمل أحد منهم ذلك على تبكيت ولا تقريع ، فلا يكون في دعائه ما يكون سببا لأنفة أحد منهم ، فلما أطبقوا على الإعراض جهر{[68698]} ليعلموا أنه ملجأ من الله إلى ذلك ، وأنها عزمة إن قصروا فيها عن الأجابة عوقبوا ، فلما أصروا جمع بين السر والعلن ، فلما تمادوا وطال الأذى شكى ، وعلى هذا {[68699]}فثم لبعد الرتب{[68700]} لا للترتيب في الزمان ، ويمكن كونها للترتيب لأن الجهر أبعد عن{[68701]} الاتهام ثم الإعلان بعده أزيد بعداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.