فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ إِنِّيٓ أَعۡلَنتُ لَهُمۡ وَأَسۡرَرۡتُ لَهُمۡ إِسۡرَارٗا} (9)

{ ثُمَّ إِنّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ } أي دعوتهم معلناً لهم بالدعاء { وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } أي وأسررت لهم الدعوة إسراراً كثيراً . قيل المعنى : أن يدعو الرجل بعد الرجل يكلمه سراً فيما بينه وبينه ، والمقصود أنه دعاهم على وجوه متخالفة وأساليب متفاوتة ، فلم ينجع ذلك فيهم . قال مجاهد : معنى أعلنت صحت . وقيل : معنى { أسررت } : أتيتهم في منازلهم فدعوتهم فيها . وانتصاب { جهاراً } على المصدرية ، لأن الدعاء يكون جهاراً ويكون غير جهار ، فالجهار نوع من الدعاء كقولهم : قعد القرفصاء ، ويجوز أن يكون نعت مصدر محذوف : أي دعاء جهاراً ، وأن يكون مصدراً في موضع الحال : أي مجاهراً ، ومعنى «ثم » : الدلالة على تباعد الأحوال ، لأن الجهار أغلظ من الإسرار ، والجمع بين الأمرين أغلظ من أحدهما . قرأ الجمهور : { إِنِّيْ } بسكون الياء ، وقرأ أبو عمرو والحرميون بفتحها .

/خ20