في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَـٰٓئِكَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَخۡلُفُونَ} (60)

57

واستطرد إلى أسطورتهم حول الملائكة ، يبين لهم أن الملائكة خلق من خلق الله مثلهم . ولو شاء الله لجعل الملائكة يخلفونهم في هذه الأرض ، أو لحول بعض الناس إلى ملائكة يخلفونهم في الأرض :

( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) . .

فمرد الأمر إلى مشيئة الله في الخلق . وما يشاؤه من الخلق يكون . وليس أحد من خلقه يمت إليه بنسب ، ولا يتصل به - سبحانه - إلا صلة المخلوق بالخالق ، والعبد بالرب ، والعابد بالمعبود .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَـٰٓئِكَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَخۡلُفُونَ} (60)

57

المفردات :

منكم : من بعضكم ، أو لولّدنا منكم .

يخلفون : يخلفونكم في الأرض .

التفسير :

60- { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } .

إن قدرة الله لا حدود لها فهو على كل شيء قدير ، وكما أوجد عيسى من أمه بدون أب ، فهو قادر على أن يوجد في الأرض ملائكة تتناسل ويخلف الأبناء منهم الآباء ، أو تخلف الملائكة البشر في هذه الأرض ، كما يحتمل أن يكون المعنى : لو نشاء لخلقنا من ذرياتكم ملائكة عابدة تخلفكم ، أو لأوجدنا من ذرياتكم عبادا مطيعين لله كأنهم ملائكة يخلفونكم أيها العصاة ، كما حدث أن كان من ذرية عتاة الكافر أبناء خدموا الإسلام وجاهدوا في سبيله ، والآية تشير إلى عجائب القدرة الإلهية وقريب منها لقوله تعالى : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } . ( محمد : 38 ) .

قال ابن كثير :

{ ولو نشاء لجعلنا منكم . . . } أي : بدلكم .

{ ملائكة في الأرض يخلفون } . قال السدي : يخلفونكم فيها ، وقال ابن عباس وقتادة : يخلف بعضهم بعضا ، كما يخلف بعضكم بعضا ، وهذا القول يستلزم الأول ، وقال مجاهد : يعمرون الأرض بدلكم .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَـٰٓئِكَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَخۡلُفُونَ} (60)

قوله : { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } يعني لو نشاء لأهلكناكم أيها الناس ثم جعلنا بدلا منكم ملائكة في الأرض يخلفونكم فيها فيعبدون الله . كقوله عز وعلا : { إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء } .