فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَـٰٓئِكَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَخۡلُفُونَ} (60)

{ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ } الخطاب لقريش ، أي لو نشاء لأهلكناهم ، وجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة مكرمين يعمرونها ، ويعبدونها ، فهذا تهديد وتخويف لقريش ، قال السمين في { من } هذه أقوال أحدها أنها بمعنى بدل أي لجعلنا بدلكم ، ومنه قوله تعالى { أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ } أي بدلها ، والثاني وهو المشهور أنها ابتدائية وتأويل الآية عليه لولدنا منكم يا رجال ملائكة في الأرض يخلفونكم كما تخلفكم أولادكم ، كما ولدنا عيسى من أنثى دون ذكر ، ذكره الزمخشري ، والثالث أنها تبعيضية قال أبو البقاء وقيل المعنى لحولنا بعضكم ملائكة ، وقال ابن عطية لجعلنا بدلا منكم ، ومقصود الآية أنا لو نشاء لأسكنّا الملائكة الأرض ، وليس إسكاننا إياهم السماء شرف حتى يعبدوا .