في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

ثم تغلق قلوبهم على هذه المحاكاة ، وتطمس عقولهم دون التدبر لأي جديد . ولو كان أهدى . ولو كان أجدى . ولو كان يصدع بالدليل .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

15

التفسير :

24- { قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } .

أي : قال كل رسول لقومه : أتتبعون ملة آبائكم ، وتقتدون بالسابقين ، ولو قدمت لكم دينا أهدى ، وشرعا أقوم ، وملة أفضل مما وجدتم عليه آباؤكم ؟ فصرحوا له بأنهم كافرون برسالته ، مهما كان فيها من هدى وأفضلية .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

قوله تعالى : { قال } قرأ ابن عامر وحفص : { قال } على الخبر ، وقرأ الآخرون { قل } على الأمر ، { أو لو جئتكم } قرأ أبو جعفر : " جئناكم " على الجمع ، والآخرون على الواحد ، { بأهدى } بدين أصوب ، { مما وجدتم عليه آباءكم } قال الزجاج : قل لهم : أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم وإن جئتكم بأهدى منه ؟ فأبوا أن يقبلوه .

قوله تعالى : { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم} من الدين، ألا تتبعوني؟ فردوا على النبي صلى الله عليه وسلم، ف {قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} يعني بالتوحيد كافرون...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك، القائلين إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "أوَ لَوْ جِئْتُكُمْ "أيها القوم من عند ربكم "بأَهْدَى" إلى طريق الحقّ، وأدلّ لكم على سبيل الرشاد "مِمّا وَجَدْتُمْ" أنتم عليه آباءكم من الدين والمِلّة، "قالُوا إنّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ" يقول: فقال ذلك لهم، فأجابوه بأن قالوا له كما قال الذين من قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها لأنبيائها: إنا بما أرسلتم به يا أيها القوم كافرون، يعني: جاحدون منكرون.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

في ذلك حسن التلطف في الاستدعاء إلى الحق، وهو انه لو كان ما تدعونه حقا وهدى على ما تدعونه، لكان ما جئتكم به من الحق أهدى من ذلك وأوجب أن يتبع ويرجع إليه؛ لأن ذلك إذا سلموا أنه أهدى مما هم عليه بطل الرد والتكذيب، وإذا بطل ذلك لزم اتباعه في ترك ما هم عليه.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

فلم ينجعْ فيهم قولُه، ولم ينفعهم وَعْظُه، وأَصرُّوا عَلَى تكذيبِهم، فانتقمَ الحقُّ- سبحانه -منهم كما فعل بالذين من قبلهم...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

" مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون "يعني بكل ما أرسل به الرسل، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولفظه لفظ الجمع؛ لأن تكذيبه تكذيب لمن سواه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان كأنه قيل: فقال كل نذير: فما أصنع؟ أجاب بقوله: {قل} أي يا أيها النذير -هذا على قراءة الجماعة، وعلى قراءة ابن عامر وحفص وعاصم يكون التقدير أن السامع قال: فما قال النذير في جوابهم؟ فأجيب بقوله: قال إنكاراً عليهم:

{أولو} أي أتقتدون بآبائكم على كل حال وتعدونهم مهتدين ولو {جئتكم} والضمير فيه للنذير، وفي قراءة أبي جعفر: أو لو جئتكم للنذر كلهم.

{بأهدى} أي أمر أعظم في الهداية وأوضح في الدلالة.

{مما وجدتم} أي أيها المقتدون بالآباء {عليه آباءكم} كما تضمن قولكم أنكم تقتفون في اتباعهم بالآثار في أعظم الأشياء، وهو الدين الذي الخسارة فيه خسارة للنفس، وأنتم تخالفونهم في أمر الدنيا إذا وجدتم طريقاً أهدى من التصرف فيها من طريقهم ولو بأمر يسير، ويفتخر أحدكم بأنه أدرك من ذلك ما لم يدرك أبوه فحصل من المال أكثر مما حصل، فيا له من نظر ما أقصره، ومتجر ما أخسره.

ولما كان من المعلوم أن النذر قالوا لهم ما أمروا به؟ فتشوف السامع إلى جوابهم لهم، أجيب بقوله: {قالوا} مؤكدين رداً لما قطع به كل عاقل سمع هذا الكلام من أنهم يبادرون النظر في الدليل والرجوع إلى سواء السبيل: {إنا بما أرسلتم به} أي أيها المدعون للإرسال من أي مرسل كان، ولو ثبت ما زعمتموه من الرسالة ولو جئتمونا بما هو أهدى.

{كافرون} أي ساترون لما ظهر من ذلك جهدنا حتى لا يظهر لأحد ولا يتبعهم فيه مخلوق...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم تغلق قلوبهم على هذه المحاكاة، وتطمس عقولهم دون التدبر لأي جديد، ولو كان أهدى، ولو كان أجدى، ولو كان يصدع بالدليل...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

المقصود من الاستفهام: تقريرهم على ذلك؛ لاستدعائهم إلى النظر فيما اتبعوا فيه آباءهم؛ لعل ما دعاهم إليه الرّسول أهدى منهم. وصوغ اسم التفضيل من الهَدي إرخاء للعنان لهم ليتدبروا، نُزّل ما كان عليهم آباؤهم منزلة ما فيه شيء من الهُدى استنزالاً لطائر المخاطبين ليتصدّوا للنظر كقوله: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هُدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24]...

وقولهم: (ما أرسلتم به) يجوز أن يكون حكاية لقولهم، فإطلاقهم اسم الإرسال على دعوة رُسلهم تهكم مثل قوله: {ما لهذا الرّسول يأكل الطعام} [الفرقان: 7] ويجوز أن يكون حكاية بالمعنى وإنما قالوا إنّا بما زعمتم أنكم مرسلون به، وما أرسلوا به توحيد الإله...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

قوله تعالى : " قل أولو جئتكم بأهدى " أي قل يا محمد لقومك : أوليس قد جئتكم من عند الله بأهدى ، يريد بأرشد . " مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون " يعني بكل ما أرسل به الرسل . فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولفظه لفظ الجمع ؛ لأن تكذيبه تكذيب لمن سواه . وقرئ " قل وقال وجئتكم وجئناكم " يعني أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم ؟ قالوا : إنا ثابتون على دين آبائنا لا ننفك عنه وإن جئتنا بما هو أهدى . وقد مضى في " البقرة " القول في التقليد وذمه فلا معنى لإعادته{[13613]} . وقراءة العامة " قل أو لو جئتكم " وقرأ ابن عامر وحفص " قال أو لو " على الخبر عن النذير أنه قال لهم هذه المقالة . وقرأ أبو جعفر " قل أولو جئناكم " بنون وألف ، على أن المخاطبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جميع الرسل .


[13613]:راجع ج 2 ص 211 فما بعدها، طبعة ثانية.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

{ قل أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم } هذا رد على الذين اتبعوا آباءهم ، والمعنى : قل لهم أتتبعونهم ولو جئتكم بدين أهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، وقرئ : قال أو لو جئتكم ، والفاعل ضمير يعود على النذير المتقدم ، وأما قراءة قل بالأمر فهو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم أمره الله أن يقول ذلك لقريش وقيل : هو للنذير المتقدم أمره الله أن يقول ذلك لقومه ، والأول أظهر ، وعلى هذا تكون هذه الجملة اعتراضا بين قصة المتقدمين ، فإن قوله : { قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون } : حكاية عن الكفار المتقدمين ، وكذلك قوله : { فانتقمنا منهم } : يعني من المتقدمين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{۞قَٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡۖ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ} (24)

ولما كان كأنه قيل : فقال كل نذير : فما أصنع ؟ أجاب بقوله : { قل } أي يا أيها النذير - هذا على قراءة الجماعة ، وعلى قراءة ابن عامر وحفص وعاصم يكون التقدير أن السامع قال : فما قال النذير في جوابهم ؟ فأجيب بقوله : قال إنكاراً عليهم : { أولو } أي أتقتدون بآبائكم على كل حال وتعدونهم مهتدين ولو { جئتكم } والضمير فيه للنذير ، وفي قراءة أبي جعفر : أو لو جئتكم للنذر كلهم { بأهدى } أي أمر أعظم في الهداية وأوضح في الدلالة { مما وجدتم } أي أيها المقتدون بالآباء { عليه آباءكم } كما تضمن قولكم أنكم تقتفون في اتباعهم بالآثار في أعظم الأشياء ، وهو الدين الذي الخسارة فيه خسارة للنفس وأنتم تخالفونهم في أمر الدنيا إذا وجدتم طريقاً أهدى من التصرف فيها من طريقهم ولو بأمر يسير ، ويفتخر أحدكم بأنه أدرك من ذلك ما لم يدرك أبوه فحصل من المال أكثر مما حصل ، فيا له من نظر ما أقصره ، ومتجر ما أخسره .

ولما كان من المعلوم أن النذر قالوا لهم ما أمروا به ؟ فتشوف السامع إلى جوابهم لهم ، أجيب بقوله : { قالوا } مؤكدين رداً لما قطع به كل عاقل سمع هذا الكلام من أنهم يبادرون النظر في الدليل والرجوع إلى سواء السبيل : { إنا بما أرسلتم به } أي أيها المدعون للإرسال من أي مرسل كان ، ولو ثبت ما زعمتموه من الرسالة ولو جئتمونا بما هو أهدى { كافرون } أي ساترون لما ظهر من ذلك جهدنا حتى لا يظهر لأحد ولا يتبعهم فيه مخلوق .