في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ} (32)

28

ويضيق الذين استكبروا بالذين استضعفوا . فهم في البلاء سواء . وهؤلاء الضعفاء يريدون أن يحملوهم تبعة الإغواء الذي صار بهم إلى هذا البلاء ! وعندئذ يردون عليهم باستنكار ، ويجبهونهم بالسب الغليظ :

( قال الذين استكبروا للذين استضعفوا : أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ? بل كنتم مجرمين ) !

فهو التخلي عن التبعة ، والإقرار بالهدى ، وقد كانوا في الدنيا لا يقيمون وزناً للمستضعفين ولا يأخذون منهم رأياً ، ولا يعتبرون لهم وجوداً ، ولا يقبلون منهم مخالفة ولا مناقشة ! أما اليوم - وأمام العذاب - فهم يسألونهم في إنكار : ( أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ? ) . . ( بل كنتم مجرمين ) . . من ذات أنفسكم ، لا تهتدون ، لأنكم مجرمون !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ} (32)

31

{ قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين } .

المفردات :

صددناكم : منعناكم .

بل كنتم مجرمين : ظلمة فاسدين مفسدين .

التفسير :

دافع الكبراء عن أنفسهم فقالوا للضعفاء هل سلبنا عقولكم ؟ " هل منعناكم من التفكير ؟ نحن عرضنا عليكم الأمر ولكنكم كنتم مجرمين مشركين مصرين على الفكر باختياركم وما زدنا على أن دعوناكم فاستجبتم لنا راغبين في إشباع شهواتكم في الدنيا معرضين عن دعوة الرسل وهدايات الأنبياء .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَكُمۖ بَلۡ كُنتُم مُّجۡرِمِينَ} (32)

ولما لم يتضمن كلامهم سوى قضية{[56930]} واحدة ، ذكر الجواب بقوله تعالى : { قال الذين استكبروا } على طريق الاستئناف { للذين استضعفوا } رداً عليهم وإنكاراً لقولهم أنهم هم الذين صدوهم : { أنحن } خاصة { صددناكم } أي منعناكم وصرفناكم { عن الهدى } ولما كانوا لا يؤاخذون{[56931]} بإهمال دليل العقل قبل إتيان الرسل ، أشاروا إلى ذلك بقولهم : { بعد إذ جاءكم } أي على ألسنة{[56932]} الرسل .

ولما كان المعنى : إنا لم نفعل ذلك ، حسن أن يقال : إنهم{[56933]} هم الذين ضلوا بأنفسهم لا بإضلالهم ، فقالوا{[56934]} : { بل كنتم } أي جبلة وخلقاً { مجرمين * } أي عريقين في قطع ما ينبغي وصله بعد إتيان الهدى مختارين لذلك كما كنتم قبله أتباعاً لنا ما ردتم ولا ردنا ،


[56930]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: قصة.
[56931]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يؤخذون.
[56932]:سقط من ظ.
[56933]:سقط من ظ.
[56934]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فقال.