ولما لم يتضمن كلامهم سوى قضية واحدة ذكر الجواب عنها بقوله تعالى : { قال الذين استكبروا } على طريق الاستئناف { للذين استضعفوا } رداً عليهم وإنكاراً لقولهم إنهم هم الذين صدوهم { أنحن } خاصة { صددناكم } أي : منعناكم { عن الهدى بعد إذ جاءكم } أي : على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام لم نفعل ذلك ؛ لأن المانع ينبغي أن يكون أرجح من المقتضى حتى يعمل عمله ، والذي جاء به الرسل هو الهدى والذي صدر من المستكبرين لم يكن شيئاً يوجب الامتناع من قبول ما جاؤوا به فلم يصح تعلقكم بالمانع ، وقرأ نافع وابن كثير وابن ذكوان وعاصم بإظهار الذال عند الجيم ، والباقون بالإدغام وأمال الألف بعد الجيم حمزة وابن ذكوان وفتحها الباقون ، وكذا الإظهار والإدغام في { إذ تأمروننا } ( سبأ : 32 ) وإذا وقف حمزة على { جاءكم } سهل الهمزة مع المد والقصر ، وله أيضاً إبدالها ألفاً مع المد والقصر { بل كنتم } أي : جبلة وخلقاً { مجرمين } أي : كافرين لاختياركم لأقوالنا وتسويلنا .
فإن قيل : إذ وإذا من الظروف الملازمة للظرفية فلم وقعت إذ مضافاً إليها ؟
أجيب : بأنه قد اتسع في الزمان ما لم يتسع في غيره فأضيف إليها الزمان كما أضيف إلى الجمل في قولك : جئتك بعد إذ جاء زيد وحينئذٍ ويومئذٍ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.