وقوله : { يَقُولُ الذين استضعفوا } إلى آخره تفسير لقوله : «يَرْجِعُ » فلا محلَّ له . و «أنْتُم » بعد «لولا » مبتدأ على أصحَّ المذاهب ، وهذا هو الأفصح أعني وقوع ضمائر الرفع بعد «لولا » خلافاً للمبرد{[44667]} ؛ حيث جعل خلاف هذا لحناً ، وأنه لم يرد إلاَّ في قول زِيَادٍ :
4139- وكم موطن لولاي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . {[44668]}
وقد تقدم تحقيقه ، والأخفش جعل إنه ضمير نصب أو جر قام مقام ضمير الرفع{[44669]} . وسيبويه جعله ضمير جر{[44670]} .
لما وقع اليأس من إيمانهم في هذه الدار بقولهم : «لَنْ نُؤْمِنَ » فإنه لتأبيد النفي وعد النَّبِيَّ عليه ( الصلاة{[44671]} و ) السلام- بأنه يراهم على أذل حال موقوفين للسؤال يرجع بعضهم إلى بعض القول أي يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال كما يكون عليه حالة جماعة أخطأوا في أمر يقول بعضهم لبعض . { يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } اسْتُحْقِرُوا وهم الأتباع «لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا » وهم القادة والأشراف { لَوْلاَ أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } أي أنتم مَنَعْتُمُونَا عن الإيمان بالله وسوله وهذا إشارة إلى أن كفرهم كان لمانع لأن بعد المقتضي لا يمكنهم أن يقولوا : مَا جَاءَنا رسول ولا أن يقولوا : قصر الرسول لأن الرسول لو أهمل شيئاً لما كانوا يقولون لولا{[44672]} المستكبرون .
ثم أجابهم المستكبرون وهم المَتْبُوعُونَ في الكفر للذين استضعفوا رد لما قالوا إن كفرنا كان لمانع { أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ الهدى بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ } يعني المانع ينبغي أن يكون راجحاً على المقتضي حتى يعمل{[44673]} عمله والذي جاء به هو الهدى ، والذي صدر من المستكبرين لم يكن شيئاً يوجب الامتناع من قبول ما جاء به فلم يصحَّ تَعَلُّقُكُمْ بالمانع { بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } بترك الإيمان فبين أن كفرهم كان اجتراماً من حيث إن المعذور لا يكون معذوراً إلا لعدم المقتضي أو لقيام المانع ولم يوجد شيء منهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.