الآية 32 [ وقوله تعالى ]{[17034]} : { قال الذين استكبروا للذين استُضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين } .
قوله : { أنحن صددناكم } هو على التقرير ، أي نحن لم نصدّكم ، وإن كان ظاهره استفهاما ، ولكن أنتم بأنفسكم تركتم اتّباعه .
[ يخبر الله عز وجل أن الرؤساء ]{[17035]} كانوا يقولون للأتباع : { ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون } [ المؤمنون : 33 ] أخبروهم{[17036]} أنه بشر مثلهم . ثم أخبروهم أنكم { ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون } [ المؤمنون : 34 ] ونحن بشر ، فكيف اتبعتمونا ، وأطعتمونا ؟ { بل كنتم مجرمين } في اتباعكم ما اتّبعتموه .
[ ويحتمل ]{[17037]} أن يكون قوله : { لولا أنتم لكنا مؤمنين } [ وجهين :
أحدهما ]{[17038]} : أي لولا تلبيسكم علينا وتمويهُكم أن الرسل كذبة ، وأنهم سحرة في ما يقولون ، ويدعون ، وأنهم يفترون على الله ، وإلا { لكنا مؤمنين } .
والثاني : لولا منعكم إيانا عن النظر والتفكّر من أمورهم والتأمل في الحُجج والآيات { لكنا مؤمنين } .
ثم أجاب لهم الرؤساء : فقالوا : { أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين } يقولون ، والله أعلم : إن صددناكم ، ومنعناكم عن اتباعهم ظاهرا وعلانية [ فما منعكم أن تتّبعوه ]{[17039]} سرّا من غير أن نطّلع ، ونعلم نحن بذلك . أو ما ذكرنا من قولنا{[17040]} : { ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون } ؟ [ المؤمنون : 34 ] وقد عرفتم أنا بشر مثلكم ، فأطعتمونا ، وتركتم طاعة الرسل لأنهم بشر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.