في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ} (21)

( ولسوف يرضى ) .

إنه الرضى ينسكب في قلب هذا الأتقى . إنه الرضى يغمر روحه . إنه الرضى يفيض على جوارحه . إنه الرضى يشيع في كيانه . إنه الرضى يندي حياته . .

ويا له من جزاء ! ويا لها من نعمة كبرى !

( ولسوف يرضى ) . . يرضى بدينه . ويرضى بربه . ويرضى بقدره . ويرضى بنصيبه . ويرضى بما يجد من سراء وضراء . ومن غنى وفقر . ومن يسر وعسر . ومن رخاء وشدة . يرضى فلا يقلق ولا يضيق ولا يستعجل ولا يستثقل العبء ، ولا يستبعد الغاية . . إن هذا الرضى جزاء - جزاء أكبر من كل جزاء - جزاء يستحقه من

يبذل له نفسه وماله - من يعطي ليتزكى . ومن يبذل ابتغاء وجه ربه الأعلى .

إنه جزاء لا يمنحه إلا الله . وهو يسكبه في القلوب التي تخلص له ، فلا ترى سواه أحدا .

( ولسوف يرضى ) . .

يرضى وقد بذل الثمن . وقد أعطى ما أعطى . .

إنها مفاجأة في موضعها هذا . ولكنها المفاجأة المرتقبة لمن يبلغ ما بلغه الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ، وما لأحد عنده من نعمة تجزى ، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى . .

( ولسوف يرضى ) . . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ} (21)

21- وبسوف يرضى .

ولسوف يرضى عنه الله جزاء إخلاصه وتطوعه بعمل الخير من أجل مرضاة الله ، فقد وعده الله يأن يرضى عنه .

وقيل : إن المعنى : ولسوف يعطيه الله في الآخرة ما يرضيه ، وهو وعد كريم من رب رحيم ، والمؤمن الصادق راض عن الله تعالى ، والله تعالى راض عنه .

قال تعالى : رضي الله عنهم ورضوا عنه . . . ( البينة : 8 ) .

وقال عز شأنه : يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي . ( الفجر : 27-30 ) .

( تم بحمد الله وتوفيقه تفسير سورة الليل ) .

i كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فنعتقها ،

رواه مسلم في الطهارة ، باب فضل الوضوء ( 223 ) ، والترمذي في الدعوات ( 3583 ) والنسائي في الزكاة ، وابن ماجة في الطهارة باب الوضوء شطر الإيمان ( 280 ) والدارمي في الطهارة ( 653 ) ، وأحمد ( 22395 ) . من حديث أبي مالك الأشعري . وتمام لفظه : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) .

ii ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان :

روى البخاري في الزكاة ( 1442 ) ، ومسلم في الزكاة ( 1010 ) وأحمد ( 7993 ) من حديث أبي هريرة . ورواه أحمد ( 21214 ) من حديث أبي الدرداء .

iii اعملوا فكل ميسر لما خلق له :

روى البخاري في تفسير القرآن ( 4949 ) ، وفي التوحيد ( 7551 ) ، ومسلم في القدر ( 2647 ، 2649 ) ، والترمذي في القدر ( 2136 ) ، وفي التفسير ( 3111 ) ، وأبو داود في السنة ( 4709 ) ، وابن ماجة في المقدمة ( 78 ، 91 ) ، وفي التجارات ( 2142 ) ، وأحمد ( 20 ، 622 ، 1352 ) ، من حديث علي ، وعمر ، وعمران بن الحصين ، وأبي حميد ، وسراقة ، وأبي بكر الصديق .

iv أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله :

رواه البخاري في الرقاق ( 2442 ) من حديث عبد الله بلفظ : ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ) ؟ قالوا : يا رسول الله . . . الحديث .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ} (21)

شرح الكلمات :

{ ولسوف يرضى } : أي يعطيه الله تعالى من الكرامة ما يرضي به في دار السلام .

المعنى :

قال تعالى { ولسوف يرضى } أي ما دام ينفق ابتغاء وجهنا فقط فسوف نكافئه ونعطيه عطاء يرضى به وذلك في الجنة دار السلام . هذه الآية الكريمة نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان في مكة يشتري العبيد من مواليهم الذين يعذبونهم من أجل إسلامهم فكان يشتريهم ويعتقهم لوجه الله تعالى ومنهم بلال رضي الله عنه فقال المشركون إنما فعل ذلك ليد عنده أي نعمه فهو يكافيه بها فأكذبهم الله في ذلك وأنزل قوله وسيجنبها الأتقى الآيات .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ} (21)

{ وَلَسَوْفَ يَرْضَى } هذا الأتقى بما يعطيه الله من أنواع الكرامات والمثوبات ، والحمد لله رب العالمين .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَسَوۡفَ يَرۡضَىٰ} (21)

" ولسوف يرضى " إذا أدخله اللّه الجنة . والأكثر أن السورة نزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه . وروي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وعبد الله بن الزبير وغيرهم . وقد ذكرنا خبرا آخر لأبي الدحداح في سورة " البقرة " ، عند قوله : " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا{[16128]} " [ البقرة : 245 ] . واللّه تعالى أعلم .


[16128]:راجع جـ 3 ص 237.