قوله : { وَلَسَوْفَ يرضى } . هذا جواب قسم مضمر ، والعامة : على «يَرضَى » مبنياً للفاعل وقرئ{[60371]} : ببنائه للمفعول ، من أرضاه الله تعالى .
[ وهو قريب من قوله تعالى في آخر سورة طه { لَعَلَّكَ ترضى }{[60372]} [ طه : 130 ] .
ومعنى الآية : سوف يعطيه الله تعالى في الجنَّة ما يرضى ، بأن يعطيه أضعاف ما أنفق .
قال ابن الخطيب{[60373]} : وعندي فيه وجه آخر ، وهو أن المراد أنه إنما طلب رضوان الله تعالى ، وليس يرضى الله عنه ، قال : وهذا أعظم من الأول ؛ لأن رضا الله أكمل للعبد من رضاه عن ربِّه ، والله أعلم .
روى الثعلبيُّ عن أبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ { والليل } أعْطَاهُ اللهُ حتَّى يَرْضَى ، وعافاهُ اللهُ تعالى من العُسْرِ ، ويسَّر لهُ اليُسْرَ »{[1]} .
قال الثعلبي : وإذا ثبت نزولها ب «مكة » ضعف تأويلها بقصة أبي الدحداح ، وقوي تأويلها بنزولها في حق أبي بكر - رضي الله عنه - لأنه كان ب «مكة » ، وإنفاقه ب «مكة » وقصة أبي الدحداح كانت بالمدينة .
وروي عن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رحم اللهُ أبا بَكْرٍ ، زوَّجنِي ابنَتُه ، وحَملنِي إلى دَارِ الهِجْرَةِ ، وأعْتَقَ بلالاً مِنْ مَالهِ »{[2]} . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.