في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

( وجعلنا فيها رواسي شامخات )ثابتات سامقات ، تتجمع على قممها السحب ، وتنحدر عنها مساقط الماء العذب . أفيكون هذا إلا عن قدرة وتقدير ، وحكمة وتدبير ? أفبعد هذا يكذب المكذبون ? : ( ويل يومئذ للمكذبين ! ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

16

المفردات :

الأرض كفاتا : وعاء ، تضم الأحياء على ظهرها ، والأموات في بطنها .

رواسي شامخات : جبالا ثوابت مرتفعات .

ماء فراتا : حلوا عذبا .

التفسير :

28- ألم نجعل الأرض كفاتا* أحياء وأمواتا* وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناهم ماء فراتا* ويل يومئذ للمكذبين .

كفاتا : وعاء .

جعلنا الأرض وعاء لكم منها تأكلون وتشربون ، وعلى طرقها تسيرون ، وتسكنون دورها ومنازلها ، وجعل الأرض جامعة لأمر معاشكم وتجاركم وتنقلاتكم ، فهي ضامة وجامعة للأحياء على ظهرها ، وللأموات في بطنها ، حيث يدفنون في بطنها ، وتستر الأموات من رؤوسهم إلى أقدمهم .

قال تعالى : ثم أماته ، فأقبره . ( عبس : 21 ) .

أي : أسكنه القبر ، وهي نعمة أيّ نعمة .

قال الشعبي : بطنها لأمواتكم ، وظهرها لأحيائكم .

وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى . ( طه : 55 ) .

قال المفسرون : الكفت : الجمع والضمّ ، فالأرض تجمع وتضم إليها جميع البشر ، فهي كالأمّ لهم ، الأحياء يسكنون فوق ظهرها في المنازل والدّور ، والأموات يسكنون في بطونها في القبور . اه .

وجاء التنكير للتفخيم كأنه قيل : تكفت أحياء لا يعدّون على ظهرها ، وتكفت أمواتا لا يحصرون في بطنها .

وجعلنا فيها رواسي شامخات . . .

جعلنا فيها ثوابت مرتفعات ، فالجبال تثبت الأرض ، وتمسكها من الفوران بسبب الزلازل والبراكين والحمم التي بداخلها .

قال تعالى : وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم . . . ( النحل : 15 ) .

وأسقيناكم ماء فراتا .

وأسقيناكم ماء عذبا لذيذا ، والقرآن يمتن علينا بالماء والبساتين والزروع والثمار عقب ذكر الجبال .

قال تعالى : والجبال أرساها* متاعا لكم ولأنعامكم . ( النازعات : 32 ، 33 ) .

فالجبال تثبّت الأرض وتحفظ توازنها ، وإليها يلجأ العبّاد والزهاد ، والراغبون في الخلوة ، والهاربون من الحياة .

وفي قللها ورؤوسها نجد الثلوج والمياه ، مثل جبل الشيخ في سوريا الذي تعلوه طبقة بيضاء من الثلج ، تذوب في الصيف وتنزل على الوديان فتسقي الزرع ، وتفيد الإنسان والحيوان .

قال تعالى : وجعلنا من الماء كل شيء حيّ . . . ( الأنبياء : 30 ) .

فالماء في البحار وفي الأنهار ، وفي العيون والآبار ، مصدر حياة ونعمة للإنسان والحيوان والزروع وسائر الأحياء .

ويل يومئذ للمكذبين .

هلاك في يوم القيامة للمكذبين برسل الله ، والكافرين بنعم الله رب العالمين .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

{ وجعلنا فيها رواسي } جبالا ثوابت{ شامخات } مرتفعات . جمع شامخ ، وهو المرتفع جدا . { ماء فراتا } عذبا من الأنهار الجارية ، والآبار والعيون والأمطار ؛ تشربون منه أنتم ودوابكم ، وتسقون زرعكم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

{ وجعلنا فيها رواسي } جبالاً { شامخات } عاليات ، { وأسقيناكم ماءً فراتا } عذباً .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

{ وجعلنا فيها رواسي } جبالا ثوابت { شامخات } مرتفعات { وأسقيناكم ماء فراتا } عذبا

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

" وجعلنا فيها " أي في الأرض " رواسي شامخات " يعني الجبال ، والرواسي الثوابت ، والشامخات الطوال ، ومنه يقال : شمخ بأنفه إذا رفعه كبرا . " وأسقيناكم ماء فراتا " أي وجعلنا لكم سقيا . والفرات : الماء العذب يشرب ويسقى منه الزرع . أي خلقنا الجبال وأنزلنا الماء الفرات . وهذه الأمور أعجب من البعث . وفي بعض الحديث قال أبو هريرة : في الأرض من الجنة الفرات والدجلة ونهر الأردن . وفي صحيح مسلم : سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

ولما ذكر ما تغيبه من جبال العلم والملك وغيرهما ، أتبعه ما تبرزه من الشواهق إعلاماً بأنه لو كان الفعل للطبيعة ما كان الأمر هكذا ، فإنه لا يخرج هذه الجبال العظيمة على ما لها من الكبر {[70898]}والرسوخ{[70899]} والثقل والصلابة وغير ذلك من العظمة إلا الفاعل المختار ، هذا إلى ما يحفظ في أعاليها من المياه التي تنبت الأشجار وتخرج العيون والأنهار ، بل أكثر ما يخرج من المياه هو منها ، وكذا غالب المنافع من المعادن وغيرها قال : { وجعلنا } أي بما لنا من العظمة { فيها } أي الأرض { رواسي } لولاها لمادت بأهلها ، ومن العجائب أن مراسيها من فوقها خلافاً لمراسي السفن { شامخات } أي هي-{[70900]} مع كونها ثوابت في أنفسها مثبتة لغيرها طوال جداً عظيمة الارتفاع كأنها قد تكبرت على بقية الأرض وعلى من يريد صعودها ، وتنكيره للتعظيم .

ولما كان من العجائب الخارقة للعوائد فوران الماء الذي من طبعه أن يغور لا أن يفور لما له من الثقل واللطافة التي أفادته قوة السريان{[70901]} في الأعماق وفي كون ذلك منه من موضع من الأرض دون آخر ، وكونه من الجبال التي هي أصلب الأرض ومن صخورها غالباً دلالة ظاهرة على أن الفعل للواحد المختار الجبار القهار لا للطبائع{[70902]} قال : { وأسقيناكم } أي جعلنا لكم بما لنا من العظمة شراباً لسقيكم وسقي ما تريدون سقيه من الأنعام والحرث وغير ذلك { ماء }{[70903]} من لأنهار والغدران والعيون والآبار{[70904]} وغيرها { فراتاً * } أي عظيماً عذباً سائغاً وقد كان حقيقاً بأن يكون ملحاً أجاجاً لما للأراضي الممسكة له من ذلك{[70905]} .


[70898]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70899]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70900]:زيد من ظ.
[70901]:من ظ و م، وفي الأصل: السيران.
[70902]:من ظ و م، وفي الأصل: للطباع.
[70903]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70904]:من ظ و م، وفي الأصل: الأدبار.
[70905]:زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.