السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

{ وجعلنا } أي : بما لنا من القدرة التامّة { فيها } أي : الأرض { رواسي } أي : جبالاً لولاها لمادت بأهلها ، ومن العجائب مراسيها من فوقها خلافاً لمراسي السفن { شامخات } أي : مرتفعات جمع شامخ وهو المرتفع جدّاً ، ومنه شمخ بأنفه إذا تكبر ، جعل كناية عن ذلك كثنى العطف وصعر الخدّ ، كما قال لقمان لابنه : { ولا تصعر خدّك للناس } [ لقمان : 18 ] .

{ وأسقيناكم } أي : بما لنا من العظمة { ماء } أي : من الأنهار والعيون والغدران والآبار وغير ذلك { فراتاً } أي : عذباً تشربون منه ودوابكم وتسقون منه زرعكم ، وهذه الأمور أعجب من البعث ، روي في الأرض من الجنة سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة .