المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

و «الرواسي » : الجبال : لأنه رست أي ثبتت ، و «الشامخ » : المرتفع ، ومنه شمخ بأنفه أي ارتفع واستعلى شبه المعنى بالشخص ، و «أسقى » معناه : جعله سقياً للغلات والمنافع ، وسقى معناه للشفة خاصة ، هذا قول جماعة من أهل اللغة وقال آخرون هما بمعنى واحد ، و «الفرات » : الصافي العذب ، ولا يقال للملح فرات وهي لفظة تجمع ماء المطر ومياه الأنهار وخص النهر المشهور بهذا تشريفاً له وهو نهر الكوفة ، وسيحان هو نهر بلخ{[11549]} ، وجيحان{[11550]} هو دجلة ، والنيل نهر مصر ، وحكي عن عكرمة أن كل ماء في الأرض فهو من هذه ، وفي هذا بعد والله أعلم .


[11549]:سيحان: نهر كبير بين أنطاكية والروم، يمر بأذنة ثم ينفصل عنها فيصب في بحر الروم، وبلخ: مدينة مشهورة بخرسان، (معجم البلدان).
[11550]:جيحان – بالفتح ثم السكون والحاء مهملة: نهر بالمصيصة بالثغر الشامي، ومخرجه من بلاد الروم، ويصب في بحر الشام، قال أبو الطيب: سريت إلى جيحان من أرض آمد ثلاثا، لقد أدناك ركض وأبعدا (راجع معجم البلدان).