اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ شَٰمِخَٰتٖ وَأَسۡقَيۡنَٰكُم مَّآءٗ فُرَاتٗا} (27)

وقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } . أي جعلنا في الأرض «رواسي » وهي الثوابت «شامخات » ، وهي الجبال الطُّوال ، جمع شامخ ، وهي المرتفعة جدًّا ، ومنه شمخ بأنفه إذا تكبّر ، جعل كناية عن ذلك كثني العطف ، وصعر الخد وإن لم يحصل شيء من ذلك .

قوله تعالى : { وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } ، أي : وجعلنا لكم سُقْياً ، والفرات : الماء العذب يُشْرَب ويُسْقَى به الزرع ، أي : خلقنا الجبال ، وأنزلنا الماء الفرات ، وهذه الأمور أعجبُ من البعث .

وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - : في الأرض من الجنة الفرات والدجلة ونهر الأردن{[59042]} .

وفي مسلم : سيحان وجيحان ، والنيل ، والفرات ، كل من أنهار الجنة{[59043]} .


[59042]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/105).
[59043]:أخرجه مسلم (4/2183) كتاب الجنة: باب ما في الدنيا من أنهار الجنة حديث (26/2839) من حديث أبي هريرة.