( ومغانم كثيرة يأخذونها ) . . إما مع الفتح إن كان المقصود هو فتح خيبر . وإما تاليا له ، إن كان الفتح هو هذا الصلح ، الذي تفرغ به المسلمون لفتوح شتى .
( وكان الله عزيزا حكيما ) . . وهو تعقيب مناسب للآيات قبله . ففي الرضى والفتح والوعد بالغنائم تتجلى القوة والقدرة ، كما تتجلى الحكمة والتدبير . وبهما يتم تحقيق الوعد الإلهي الكريم .
ومغانم كثيرة : هي مغانم خيبر ، وكانت خيبر أرضا ذات عقار وأموال ، قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المقاتلين ، فأعطى للفارس سهمين ، والراجل سهما .
19- { ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما } .
جعل الله لهم المغانم الكثيرة ، التي يسرها لهم من أهل خيبر وغيرها من البلاد ، مع العز والمنعة والرفعة في الدنيا والآخرة .
هو سبحانه العزيز الغالب ، الحكيم في تصرفاته وأفعاله ، حيث يسر لهم مهادنة أهل مكة ، والصلح معهم ، ثم يسر لهم فتح خيبر ، وقد غنموا منها غنائم كثيرة ، ثم فتح مكة ، ثم فتح حنين والطائف .
قال تعالى : { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } . ( آل عمران : 26 ) .
{ لقد رضي الله عن المؤمنين } هم أهل الحديبية ؛ إلا جد بن قيس المنافق الذي لم يبايع . وكانت عدتهم أربعمائة وألفا في قول . وتسمى هذه البيعة بيعة الرضوان ؛ أخذا من هذه الآية .
والشجرة كانت سمرة ، والمشهور أن الناس كانوا يأتونها فيصلون عندها ؛ فأمر عمر بقطعها خشية الافتتان بها لقرب العهد بالجاهلية . { وأثابهم فتحا قريبا . ومغانم كثيرة يأخذونها } هو فتح خيبر وغنائمها ، وكان إثر انصرافهم من الحديبية .
وجازاهم بالغنائم الكثيرة التي أخذوها من خيبر ، وكانت أرضا ذات حقول وبساتين وعقار وأموال قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المقاتلة فأعطى الفارس سهمين والراجل سهما . روى ابن جرير عن سلمة بن الأكوع قال : بينا نحن قائلون ، إذ نادى منادي رسول الله ، أيها الناس : البيعة البيعة ، نزل روح القدس . فثرنا إلى رسول الله وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه . فذلك قوله تعالى : { لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين . . . } فبايع النبي لعثمان بإحدى يديه على الأخرى ، وكانت قد انتشرت شائعة أن عثمان قد قُتل ، فبايعوا رسول الله على الموت في سبيل الله .
ولما ذكر الفتح ذكر بعض ثمرته فقال : { ومغانم } فنبه بصيغة منتهى الجموع إلى أنها عظيمة ، ثم صرح بذلك في قوله : { كثيرة } ولما كان الشيء ربما أطلق على ما هو بالقوة دون الفعل ، أزال ذلك بقوله تعالى { يأخذونها } وهي خيبر . ولما كان ذلك مستبعداً لكثرة الكفار وقلة المؤمنين ، بين سببه فقال عاطفاً على ما تقديره : بعزة الله وحكمته : { وكان الله } أي الذي لا كفوء له { عزيزاً } أي يغلب ولا يغلب { حكيماً * } يتقن ما يريد فلا ينقض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.