في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

( إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما ) . .

والأنكال - هي القيود - والجحيم والطعام ذو الغصة الذي يمزق الحلوق والعذاب الأليم . . كلها جزاء مناسب ( لأولي النعمة ) ! الذين لم يرعوا النعمة ، ولم يشكروا المنعم ، فاصبر يا محمد عليهم صبرا جميلا وخل بيني وبينهم . ودعهم فإن عندنا قيودا تنكل بهم وتؤذيهم ، وجحيما تجحمهم وتصليهم ، وطعاما تلازمه الغصة في الحلق ، وعذابا أليما في يوم مخيف . . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

10

المفردات :

أنكالا : جمع نكل ، وهو القيد الثقيل أو الشديد .

ذا غصة : يغصّ به فلا يستساغ في الحلق ، كالضريع والزقّوم ، والغسلين والشوك من نار ، فلا يخرج ولا ينزل .

التفسير :

12 ، 13- إن لدينا أنكالا وجحيما* وطعاما ذا غصّة وعذابا أليما .

إن عندنا لهؤلاء الكفار المكذبين بهدى السماء ، قيودا وأغلالا ، ونارا متقدة مؤججة مضطربة . جحيما . وطعاما ذا شوك يأخذ بالحلق ، فلا يدخل ولا يخرج ، كالضريع والزقوم والغسلين . وألوانا أخرى من العذاب المؤلم ، من بينها الهوان والمذلّة والقتام ، وتوقّع ألوان العذاب .

قال تعالى : ووجوه يومئذ باسرة* تظن أن يفعل بها فاقرة . ( القيامة : 24 ، 25 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

{ إن لدينا أنكالا } قيودا شديدة . واحدها نكل – بكسر أوله – وهو القيد الشديد يوضع في الرجل لمنع الحركة وسميت القيود أنكالا لأنها ينكل بها أي يمنع .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

أنكالا : جمع نكل ( بكسر النون ) وهو القيد الشديد . ويقال : فلان نكل شر .

ثم ذكر أنه سيعذّبهم بالأَنكالِ والقيودِ الشديدة والنارِ المستعرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

قوله تعالى : " إن لدينا أنكالا وجحيما " الأنكال : القيود . عن الحسن ومجاهد وغيرهما . واحدها نكل ، وهو ما منع{[15521]} الإنسان من الحركة . وقيل : سمى نكلا ، لأنه ينكل به . قال الشعبي : أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا ؟ لا والله ! ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا اسْتَفَلَتْ بهم .

وقال الكلبي : الأنكال : الأغلال ، والأول أعرف في اللغة ، ومنه قول الخنساء :

دعاكَ فَقَطَّعْتَ أنكَالَهُ *** وقد كُنَّ{[15522]} قَبْلَكَ لا تُقْطَعُ

وقيل : إنه أنواع العذاب الشديد ، قاله مقاتل . وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يحب النكل على النكل ) بالتحريك ، قاله الجوهري . قيل : وما النكل ؟ قال : ( الرجل القوي المجرب ، على الفرس القوي المجرب ) ذكره الماوردي قال : ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته ، وكذلك الغل ، وكل عذاب قوي فاشتد ، والجحيم النار المؤججة .


[15521]:في أ، ح، و: "وهو منع".
[15522]:في ديوان الخنساء: ظن.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

ولما كان هذا منادياً بعذابهم ، وكان وصفهم بالنعمة مفهماً لأنهم معتادون بالمآكل الطيبة ، وكان منع{[69494]} اللذيذ من المآكل لمن اعتاده لا يبلغ في نكاية النفس بحد{[69495]} نكاية البدن إلاّ بعد تقدم إهانة ، استأنف قوله بياناً لنوع ما أفهمه التهديد من مطلق العذاب ، وأكد لأجل تكذيبهم{[69496]} : { إن } وأشار إلى شدة غرابته وجلالته وعظمته وخصوصيته وتحقق حضوره بقوله : { لدينا } دون عندنا ولما كان أشد ما على الإنسان منعه مما يريد من الانبساط به بالحركات ، قال ذاكراً ما يضاد ما هم فيه من النعمة والعز : { أنكالاً } جمع نكل بالكسر وهو القيد الثقيل الذي لا يفك أبداً إهانة لهم لا خوفاً من فرارهم ، جزاء على تقييدهم أنفسهم{[69497]} بالشهوات عن اتباع الداعي وإيساعهم في المشي في فضاء الأهوية . ولما كان ذلك -{[69498]} محرقاً للباطن أتبعه حريق الظاهر فقال : { وجحيماً * } أي ناراً حامية جداً شديدة الاتقاد بما كانوا يتقيدون به-{[69499]} من تبريد الشراب{[69500]} ، والتنعم برقيق اللباس والثياب ، وتكلف أنواع الراحة .


[69494]:من ظ و م، وفي الأصل: مانع.
[69495]:في ظ: حد.
[69496]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69497]:زيد من ظ و م.
[69498]:زيد من ظ و م.
[69499]:زيد من ظ.
[69500]:من ظ و م، وفي الأصل: الشرب.