اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا} (12)

قوله : { إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً } ، جمع نكل ، وفيه قولان :

أشهرهما : أنه القيد .

وقيل : الغل ؛ وقالت الخنساء : [ المتقارب ] .

4929 - دَعَاكَ فقطَّعْتَ أنْكالَهُ*** وقَدْ كُنَّ مِنْ قَبْلُ لا تُقطَعُ{[58351]}

قال الحسن ومجاهد وغيرهما : الأنكال : القيود{[58352]} ، واحدها : نكل ، وهو ما منع الإنسان من الحركة ، وقيل : سمي نكلاً ، لأنه ينكل به .

قال الشعبي : أترون أن الله جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا - لا والله - ولكنهم إذا أراد أن يرتفعوا اشتعلت بهم{[58353]} .

وقال الكلبيُّ : الأنكال : الأغلال .

وقال مقاتل : الأنكال : أنواع العذاب الشديد{[58354]} .

وقال عليه الصلاة والسلام : «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ النَّكلَ على النَّكلِ »{[58355]} - قال الجوهريُّ : بالتحريك - قيل : وما النكل ؟ قال : «الرجل القوي المجرب على الفرس القوي المجرب » - ذكره الماورديُّ ، قال : ومن ذلك سمي القَيْدُ نِكلاً لقوته وكذلك الغُلّ وكل عذاب قوي .

قال ابن الأثير : «النَّكَلُ - بالتحريك - من التنكيل ، وهو المنع ، والتنحية عما يريد يقال : رجل نَكَلٌ ونِكْلٌ ، كشبه وشبهٌ ، أي : ينكل به أعداؤه ، وقد نكل الأمر ينكل ، ونكل ينكل : إذا امتنع ، ومنه النكول في اليمين وهو الامتناع منها وترك الإقدام عليها » .

والجحيم : النار المؤجَّجَةُ .


[58351]:رواية الديوان: دعاك فهتكت أغلاله***وقد ظن قبلك لا تقطع ينظر: ديوانها (67)، والقرطبي 19/31، والبحر 8/356، والدر المصون 6/407.
[58352]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/288) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/446) وزاد نسبته إلى أحمد في "الزهد" وعبد بن حميد وابن المنذر.
[58353]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/31).
[58354]:ينظر: المصدر السابق.
[58355]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/130) وتبعه القرطبي (19/31).