في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

ثم يستطرد مع الأعراب يعلمهم أن الله أعلم بقلوبهم وما فيها ؛ وأنه هو يخبرهم بما فيها ولا يتلقى منهم العلم عنها :

( قل : أتعلمون الله بدينكم ? والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ، والله بكل شيء عليم ) . .

والإنسان يدعي العلم ، وهو لا يعلم نفسه ، ولا ما يستقر فيها من مشاعر ، ولا يدرك حقيقة نفسه ولا حقيقة مشاعره ؛ فالعقل نفسه لا يعرف كيف يعمل ، لأنه لا يملك مراقبة نفسه في أثناء عمله . وحين يراقب نفسه يكف عن عمله الطبيعي ، فلا يبقى هناك ما يراقبه ! وحين يعمل عمله الطبيعي لا يملك أن يشغل في الوقت ذاته بالمراقبة ! ومن ثم فهو عاجز عن معرفة خاصة ذاته وعن معرفة طريقة عمله ! وهو هو الأداة التي يتطاول بها الإنسان !

( والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ) . . علما حقيقيا . لا بظواهرها وآثارها . ولكن بحقائقها وماهياتها . وعلما شاملا محيطا غير محدود ولا موقوت .

( والله بكل شيء عليم ) . . بهذا الإجمال الشامل المحيط .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

14

التفسير :

16- { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

قل لهم : أتخبرون الله بدخولكم في دين الإسلام ، والله سبحانه وتعالى تنكشف أمامه جميع الموجودات ، انكشافا تاما دون سبق خفاء وهو سبحانه مطلع على الخفايا ، عليم بالنوايا ، فأخلصوا له نواياكم ، فإنه يعلم ما في السماوات من أملاك وأفلاك وشموس وأقمار وأرزاق ، وما في الأرض من إنسان وحيوان وطيور وحشرات وزواحف ، وهو سبحانه بكل شيء عليم ، أي هو عليم بالماضي والحاضر والمستقبل ، وعليم بكل ما في الوجود ، على حد قول القائل :

يا عالم الأسرار حسبي محنة *** علمي بأنك عالم الأسرار

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

فإثباته ونفيه ، من باب تعليم الله بما في القلب ، وهذا سوء أدب ، وظن بالله ، ولهذا قال : { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وهذا شامل للأشياء كلها ، التي من جملتها ، ما في القلوب من الإيمان والكفران ، والبر والفجور ، فإنه تعالى ، يعلم ذلك كله ، ويجازي عليه ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر .

هذه حالة من أحوال من ادعى لنفسه الإيمان ، وليس به ، فإنه إما أن يكون ذلك تعليمًا لله ، وقد علم أنه عالم بكل شيء ، وإما أن يكون قصدهم بهذا الكلام ، المنة على رسوله ، وأنهم قد بذلوا له [ وتبرعوا ] بما ليس من مصالحهم ، بل هو من حظوظه الدنيوية ، وهذا تجمل بما لا يجمل ، وفخر بما لا ينبغي لهم أن يفتخروا على رسوله به{[807]}  فإن المنة لله تعالى عليهم .


[807]:- في ب: لا ينبغي لهم الفخر به على رسوله.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

فلما نزلت هاتان الآيتان أتت الأعراب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله إنهم مؤمنون صادقون ، وعرف الله غير ذلك منهم ، فأنزل الله عز وجل :{ قل أتعلمون الله بدينكم } والتعليم ها هنا بمعنى الإعلام ولذلك قال : { بدينكم } وأدخل الباء فيه ، يقول : أتخبرون الله بدينكم الذي أنتم عليه ، { والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم } أي : لا يحتاج إلى إخباركم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

" قل أتعلمون الله بدينكم " الذي أنتم عليه . " والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (16)

ولما كانوا كأنهم يقولون : نحن كذلك ، أمره صلى الله عليه وسلم بالإنكار عليهم والتوبيخ لهم-{[60974]} دلالة على ما أشار إليه ختام الآية من إحاطة علمه الذي تميز به الصادق من غيره من جميع الخلق فقال : { قل } أي لهؤلاء الأعراب مجهلاً لهم-{[60975]} مبكتاً : { أتعلمون } أي-{[60976]} أتخبرون إخباراً عظيماً-{[60977]} بلغياً ، كأنهم لما آمنوا كان ذلك-{[60978]} إعلاماً منهم ، فلما قالوا آمنا كان ذلك تكريراً ، فكان في{[60979]} صورة التعليم ، فبكتهم بذلك { الله } أي الملك الأعظم المحيط قدرة وعلماً { بدينكم } فلذلك تقولون : آمنا ، ففي ذلك نوع بشرى لهم لأنه أوجد لهم ديناً وأضافه إليهم - قاله ابن برجان . ولما أنكر عليهم وبكتهم وصل به ما يشهد له{[60980]} فقال : { والله } أي والحال أن الملك المحيط بكل شيء { يعلم ما في السماوات } كلها على عظمها وكثرة ما فيها ومن فيها . ولما كان في سياق الرد عليهم-{[60981]} والتبكيت لهم كان موضع التأكيد فقال : { وما في الأرض } كذلك{[60982]} .

ولما كان المقام للتعميم ، أظهر ولم يضمر لئلا يوهم{[60983]} الاختصاص بما ذكر من الخلق فقال : { والله } أي الذي له الإحاطة الكاملة { بكل شيء } أي مما ذكر ومما لم يذكر { عليم * } .


[60974]:زيد من مد.
[60975]:زيد من مد.
[60976]:زيد من مد.
[60977]:زيد من مد.
[60978]:زيد من مد.
[60979]:من مد، وفي الأصل: ذلك.
[60980]:من مد، وفي الأصل لهم.
[60981]:زيد من مد.
[60982]:من مد، وفي الأصل: ذلك.
[60983]:في مد: يتوهم.