وأن لا تعلوا على الله : وأن لا تتكبروا على الله ، بالاستهانة بوحيه ورسوله .
19- { وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين } .
لا تتجبروا ولا تتكبروا على الدخول في دين الله ، والإيمان برسله ، فإني أقدم لكم طائفة من المعجزات والآيات ، والوحي والتشريع ، والجدال بالتي هي أحسن ، فتواضعوا لله وآمنوا به .
" وأن لا تعلوا على الله " أي لا تتكبروا عليه ولا ترتفعوا عن طاعته . وقال قتادة : لا تبغوا على الله . ابن عباس : لا تفتروا على الله . والفرق بين البغي والافتراء : أن البغي بالفعل والافتراء بالقول . وقال ابن جريج : لا تعظموا على الله . يحيى بن سلام : لا تستكبروا على عبادة الله . والفرق بين التعظيم والاستكبار : أن التعظيم تطاول المقتدر ، والاستكبار ترفع المحقر . ذكره الماوردي " إني آتيكم بسلطان مبين " قال قتادة : بعذر بين . وقال يحيى بن سلام بحجة بينة . والمعنى واحد ، أي برهان بين .
ولما كان استعباد{[57427]} عبد الغير بغير حق في صورة العلو على مالك العبد قال : { وأن لا تعلوا } أي تفعلوا باستعبادكم لبني إسرائيل نبي الله ابن خليل الله فعل العالي { على الله } الذي له مجامع العظمة ومعاقد{[57428]} العزة بنفوذ الكلمة وجميع أوصاف الكمال فإنكم إن فعلتم ذلك أخذكم بعزته ودمركم بعظمته .
ولما كان علو من يتصرف {[57429]}في العبد{[57430]} على مالك العبد لا يثبت إلا بعد ثبوت{[57431]} أنه ملكه وأنه لا يحب التصرف فيه ، علل ذلك بقوله مؤكداً لأجل [ أن-{[57432]} ] ما أتى به بصدد أن ينكروه{[57433]} لأن النزوع عما استقر في النفس ومضى عليه الإلف{[57434]} بعيد : { إني آتيكم } وهو يصح أن يكون اسم فاعل وأن يكون فعلاً مضارعاً . ولما كان فعلهم فعل العالي على السلطان ، قال : { بسلطان } أي أمر باهر قاهر من عند مالكهم ، لا يسوغ لأحد الاستعلاء عليه فكيف بالاستعلاء على من هو بأمره{[57435]} { مبين * } أي واضح في نفسه سلطنته ومظهر لغيره ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.