في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

سابحات في العوالم العليا

/خ5

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

المفردات :

والسابحات سبحا : الملائكة تنزل مسرعة لما أمرت به .

التفسير :

3- والسّابحات سبحا .

الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين إلى الملأ الأعلى ، أو تسبح بالوحي وتنزل به على الرسل كالذي يسبح ، حال كون الملائكة مسرعة منفذة للأوامر .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"والسّابِحاتِ سَبْحا" يقول تعالى ذكره: واللواتي تسبحُ سَبْحا. واختلف أهل التأويل في التي أقسم بها جلّ ثناؤه من السابحات، فقال بعضهم: هي الموت تسبح في نفس ابن آدم

وقال آخرون: هي النجوم تَسْبح في فلكها.

وقال آخرون: هي السّفُن.

والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أقسم بالسابحات سَبْحا من خلقه، ولم يخصص من ذلك بعضا دون بعض، فذلك كل سابح، لما وصفنا قبلُ في «النازعات».

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل: إن الملائكة يسلون المسلمين سلا رفيقا، وقيل: الملائكة يسبحون بين السماء والأرض...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «السبح»: العوم في الماء، وقد يستعمل مجازاً في خرق الهواء والتقلب فيه،... وقال بعض المتأولين: {السابحات}: السماوات، لأنها كالعائمة في الهواء،... وقال آخرون: {السابحات} الحيتان، دواب البحر فما دونها وذلك من عظيم المخلوقات...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{والسابحات} أي- من الملائكة أيضاً في الجو بعد التهيؤ للطيران إلى ما أمرهم الله به من أوامره من الروح أو غيرها {سبحاً} هو في غاية السرعة لأنه لا عائق لها بل قد- أقدرها الله على النفوذ في كل شيء كما أقدر السابح في الماء والهواء،...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

أي الخيل تسبح في عدوها فتسبق إلى العدو، وهو مستعار من سبح في الماء لكنه ألحق بالحقيقة لشهرته...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {السابحات} صفة من السبح المجازي، وأصل السبح العَوْم وهو تنقل الجسم على وجه الماء مباشرة وهو هنا مستعار لسرعة الانتقال، فيجوز أن يكون المراد الملائكة السائرين في أجواء السماوات وآفاق الأرض، وروي عن علي بن أبي طالب.

ويجوز أن يراد خِيل الغزاة حين هجومها على العدوّ سريعة كسرعة السابح في الماء...

وقيل: {السابحات} النجوم، وهو جار على قول من فسر النازعات بالنجوم، {وسبحا} مصدر مؤكد لإِفادة التحقيق مع التوسل إلى تنوينه للتعظيم، وعطف {فالسابقات} بالفاء يؤذن بأن هذه الصفة متفرعة عن التي قبلها لأنهم يعطفون بالفاء الصفات التي شأنها أن يتفرع بعضها عن بعض...

أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي 1393 هـ :

قيل: السابحات النجوم. وقيل: الشمس والقمر والليل والنهار، والسَّحاب والسّفن والحيتان في البحار، والخيل في الميدان...

كلها محتملة...

.والواقع، فإنها كلها آيات عظام تدل على قدرته تعالى، إلاَّ أن السّياق في أمر البعث والمعاد، وأقرب ما يكون إليه الآيات الكونية: الشمس والقمر والنجوم، وقد وصف الله الشمس والقمر بالسابحات في قوله تعالى: {لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}،...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

قوله تعالى : " والسابحات سبحا " قال علي رضي الله عنه : هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين . الكلبي : هي الملائكة تقبض أرواح المؤمنين ، كالذي يسبح في الماء ، فأحيانا ينغمس وأحيانا يرتفع ، يسلونها سلا رفيقا بسهولة ، ثم يدعونها حتى تستريح . وقال مجاهد وأبو صالح : هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله ، كما يقال للفرس الجواد سابح : إذا أسرع في جريه . وعن مجاهد أيضا : الملائكة تسبح في نزولها وصعودها . وعنه أيضا : السابحات : الموت يسبح في أنفس بني آدم . وقيل : هي الخيل الغزاة . قال عنترة :

والخيلُ تعلَمُ حين تَسْ *** بَح في حياض الموت سَبْحَا

وقال امرؤ القيس :

مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ على الوَنَى *** أثَرْنَ غُباراً بالكَدِيدِ المُرَكَّلِ{[15767]}

قتادة والحسن : هي النجوم تسبح في أفلاكها ، وكذا الشمس والقمر . قال الله تعالى : " كل في فلك يسبحون " . عطاء : هي السفن تسبح في الماء . ابن عباس : السابحات أرواح المؤمنين تسبح شوقا إلى لقاء الله ورحمته حين تخرج .


[15767]:مسح: بصب الجري. الونى: الفتور. الكديد: الموضع الغليظ. المركل: الذي يركل بالأرجل. ومعنى البيت: إن الخيل السريعة إذا فترت فأثارت الغبار بأرجلها من التعب، جر ى هذا الفرس جريا سهلا كما يسح السحاب المطر.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

اختلف في معنى النازعات والناشطات والسابقات والسابحات والمدبرات ، فقيل : إنها الملائكة وقيل : النجوم ، فعلى القول بأنها الملائكة سماهم نازعات لأنهم ينزعون نفوس بني آدم من أجسادهم وناشطات لأنهم ينشطونها أي : يخرجونها فهو من قولك : نشطت الدلو من البئر إذا أخرجتها وسابحات لأنهم يسبحون في سيرهم أي : يسرعون فيسبقون فيدبرون أمور العباد والرياح والمطر وغير ذلك حسبما يأمرهم الله وعلى القول بأنها النجوم سماها نازعات لأنها تنزع من المشرق إلى المغرب وناشطات لأنها تنشط من برج إلى برج وسابحات لأنها تسبح في الفلك ومنه { كل في فلك يسبحون } [ الأنبياء : 33 ] فتسبق في جريها فتدبر أمرا من علم الحساب ، وقال ابن عطية : لا أعلم خلافا أن المدبرات أمرا الملائكة وحكى الزمخشري فيها ما ذكرنا وقد قيل : في النازعات والناشطات أنها النفوس تنزع من معنى النزع بالموت فتنشط من الأجساد ، وقيل : في السابحات والسابقات أنها الخيل وأنها السفن .

{ غرقا } إن قلنا النازعات الملائكة ففي معنى غرقا وجهان :

أحدهما : أنها من الغرق أي : تغرق الكفار في جهنم .

والآخر : أنه من الإغراق في الأمر بمعنى المبالغة فيه أي : تبالغ في نزعها فتقطع الفلك كله ، وإن قلنا إنها النفوس فهو أيضا من الإغراق أي : تغرق في الخروج من الجسد والإعراب غرقا مصدر في موضع الحال ، ونشطا وسبحا وسبقا مصادر ، وأمرا مفعول به ، وجواب القسم محذوف وهو بعث الموتى بدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة ، وقيل : الجواب يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة على تقدير حذف لام التأكيد ، وقيل : هو { إن في ذلك لعبرة لمن يخشى } [ النازعات : 26 ] وهذا بعيد لبعده عن القسم ولأنه إشارة إلى قصة فرعون لا لمعنى القسم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

ولما ذكر نوعي السل بالشدة والرفق ، ذكر فعلها في إقبالها إليه ورجوعها عنه فقال : { والسابحات } أي-{[71307]} من الملائكة أيضاً في الجو بعد التهيؤ للطيران إلى ما أمرهم الله به من أوامره من الروح أو غيرها{[71308]} { سبحاً * } هو في غاية السرعة لأنه لا عائق لها بل قد-{[71309]} أقدرها الله على النفوذ في كل شيء كما أقدر السابح في الماء والهواء ،


[71307]:زيد من ظ.
[71308]:من ظ و م، وفي الأصل: غيرهما.
[71309]:زيد من ظ.