اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

قوله : { والسابحات سَبْحاً } . قال عليٌّ رضي الله عنه : هي الملائكة تُسبح أرواح المؤمنين{[59214]} .

قال الكلبيُّ : كالذي يسبح في الماء ، فأحياناً يَنْغَمِسُ ، وأحياناً يرتفع يسلُّونها سلاًّ رفيقاً بسهولة ، ثم يدعُونهَا حتى تستريح{[59215]} .

وقال مجاهدٌ وأبو صالحٍ : هي الملائكة ينزِلُونَ من السماء مُسْرِعينَ لأمر الله تعالى{[59216]} ، كما يقال للفرس الجواد : سابحٌ إذا أسرع في جريه ، وعن مجاهد : السابحات : الموت يسبح في نفوس بني آدم . وقيل : هي الخيل الغزاة .

قال عنترةُ : [ مجزوء الكامل ]

5087- والخَيْلُ تَعْلمُ حِينَ تَسْ *** بَحُ في حِيَاضِ المَوْتِ سَبْحاً{[59217]}

وقال قتادة والحسنُ : هي النجوم تسبحُ في أفلاكها{[59218]} ، وكذا الشمس والقمر .

قال تعالى : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ الأنبياء : 33 ] .

وقال عطاءُ : هي السُّفن تسبحُ في الماءِ{[59219]} .

وقال ابن عباسٍ : أرواح المؤمنين تسبحُ شوقاً إلى لقاء الله تعالى ورحمته حين تخرج{[59220]} .


[59214]:ذكره القرطبي (19/126)، عن علي.
[59215]:ينظر المصدر السابق.
[59216]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/423)، عن مجاهد وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/509)، عن أبي صالح وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
[59217]:ينظر: السراج المنير 4/476، والقرطبي 19/126.
[59218]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/423)، عن قتادة وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/509)، وعزاه إلى عبد بن حميد.
[59219]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/423)، عن عطاء.
[59220]:أخرجه القرطبي في "تفسيره" (19/126)، عن ابن عباس.