مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

أما قوله : { والسابحات سبحا } فمنهم من خصصه أيضا بملائكة قبض الأرواح ، ومنهم من حمله على سائل طوائف الملائكة ، أما ( الوجه الأول ) : فنقل عن علي عليه السلام ، وابن عباس ومسروق ، أن الملائكة يسلون أرواح المؤمنين سلا رفيقا ، فهذا هو المراد من قوله : { والناشطات نشطا } ثم يتركونها حتى تستريح رويدا ، ثم يستخرجونها بعد ذلك برفق ولطافة كالذي يسبح في الماء فإنه يتحرك برفق ولطافة لئلا يغرق ، فكذا ههنا يرفقون في ذلك الاستخراج ، لئلا يصل إليه ألم وشدة فذاك هو المراد من قوله : { والسابحات سبحا } وأما الذين حملوه على سائر طوائف الملائكة فقالوا : إن الملائكة ينزلون من السماء مسرعين ، فجعل نزولهم من السماء كالسباحة ، والعرب تقول للفرس الجواد ، إنه السابح

/خ5