فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

1

{ والسابحات } الملائكة تسبح في الأبدان لإخراج الروح كما يسبح الغوّاص في البحر لإخراج شيء منه . وقال مجاهد وأبو صالح : هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله ، كما يقال للفرس الجواد سابح إذا أسرع في جريه . وقال مجاهد أيضاً : السابحات الموت يسبح في نفوس بني آدم . وقيل : هي الخيل السابحة في الغزو ، ومنه قول عنترة :

والخيل تعلم حين تس *** بح في حياض الموت سبحا

وقال قتادة والحسن : هي النجوم تسبح في أفلاكها كما في قوله : { وَكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس : 40 ] وقال عطاء : هي السفن تسبح في الماء ، وقيل : هي أرواح المؤمنين تسبح شوقاً إلى الله .