فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلسَّـٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} (3)

{ والسابحات سبحا } هي الملائكة تسبح في الأبدان لإخراج الأرواح كما يسبح الغواص في البحر لإخراج شيء منه ، يعني الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح ثم يستخرجونها كالسابح في الماء يتحرك فيه برفق ولطافة .

وقال مجاهد وأبو صالح : هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله كما يقال للفرس الجواد إذا أسرع في جريه ، وقال مجاهد : أيضا السابحات الموت يسبح في نفوس بني آدم ، وقيل هي الخيل السابحة في الغزو ، وقال قتادة والحسن هي النجوم تسبح في أفلاكها كما في قوله : { وكل في فلك يسبحون } وقال عطاء هي السفن تسبح في الماء . وقيل هي أرواح المؤمنين تسبح شوقا إلى الله ، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض .