في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (4)

واختياره للمتقدمين والمتأخرين فضل وتكريم :

( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم ) . .

وإن اختيار الله لأمة أو جماعة أو فرد ليحمل هذه الأمانة الكبرى ، وليكون مستودع نور الله وموضع تلقي فيضه ، والمركز الذي تتصل فيه السماء بالأرض . . إن اختيار الله هذا لفضل لا يعدله فضل . فضل عظيم يربى على كل ما يبذله المؤمن من نفسه وماله وحياته ؛ ويربى على متاعب الطريق وآلام الكفاح وشدائد الجهاد .

والله يذكر الجماعة المسلمة في المدينة ، والذين يأتون بعدها الموصولين بها والذين لم يلحقوا بها . يذكرهم هذا الفضل في اختيارهم لهذه الأمانة ، ولبعث الرسول فيهم يتلو عليهم الكتاب ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . ويترك للآتين في أطواء الزمان ذلك الرصيد الضخم من الزاد الإلهي ، ومن الأمثلة الواقعية في حياة الجماعة الأولى . يذكرهم هذا الفضل العظيم الذي تصغر إلى جانبه جميع القيم ، وجميع النعم ؛ كما تصغر إلى جانبه جميع التضحيات والآلام . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (4)

1

المفردات :

فضل الله : إحسانه وعطاؤه .

التفسير :

4- { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } .

ذلك الفضل العظيم بأن جعل الإسلام آخر الرسالات ، وأنزل الوحي على نبي أمي ، ولأمة أمية ، وجعل الوحي شرفا للنبي وأمته ، وامتداد نور الوحي إلى فارس والروم ومصر وسائر المعمورة إلى يوم الدين .

فضل من الله ، ومنّة منه على عباده ، ليطهرهم ويزكيهم بهذا الوحي ، ويكون هذا الشرف منسوبا لهذه الأمة العربية ، ولهذا النبي الأمّي الذي بشرت به التوراة والإنجيل ، وعرفه اليهود ثم حقدوا عليه وحسدوه أن يكون من ولد إسماعيل ، ولم يكن من نسل إسحاق ، فردّ عليهم القرآن الكريم بأن الرسالة والنبوة فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده ، وهو أعلم حيث يجعل رسالته ، فهو الذي اختار الزمان والمكان ، والرسول والأمة التي سيرسل إليها ، وامتنّ على هذا الرسول بأن جعل رسالته عامة خالدة باقية ، والله ذو الفضل العظيم على سائر عباده ، وعلى جميع خلقه في الدنيا والآخرة .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (4)

{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 4 ) }

ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم ، في أمة العرب وغيرهم ، فضل من الله ، يعطيه مَن يشاء من عباده . وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل .