اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (4)

قوله تعالى : { ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } .

قال ابن عباس : حيث ألحق العجم بقريش{[56556]} .

وقيل : يعني : الإسلام فضل الله يؤتيه من يشاء . قاله الكلبي .

وقال مقاتل : يعني الوحي والنبوة{[56557]} .

وقيل : إنه المال ينفق في الطاعة ، لما روى أبو صالح عن أبي هريرة : " أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : ذهب أهل الدُّثُور بالدَّرجات العلى والنعيم المقيم ، فقال : «ومَا ذَاكَ » ، فقالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفَلاَ أعلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْركُونَ بِهِ من سَبَقكُمْ وتَسبقُونَ من بَعْدكُمْ ولا يكُونُ أحَدٌ أفضل مِنكُمْ إلاَّ من صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ » قالوا بلى يا رسول الله ، قال : «تُسَبِّحُونَ وتُكبِّرُونَ وتحْمدُونَ دُبر كُلِّ صلاةٍ ثلاثاً وثلاثينَ مرَّةً » ، قال أبو صالح : فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : سمع إخواننا من أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ }{[56558]}

وقيل : إنه انقياد الناس إلى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه ونصرته{[56559]} .


[56556]:ينظر المصدر السابق.
[56557]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/7).
[56558]:أخرجه الترمذي (2/265) رقم (410) والنسائي (3/78) من حديث ابن عباس. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقد تقدم تخريجه عن أبي هريرة.
[56559]:ينظر القرطبي 18/62.